إعداد الطعام بنية الخير.. عبادة يومية تؤجر عليها المرأة

أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المرأة التي تقضي وقتًا طويلًا في المطبخ لإعداد الطعام يمكنها أن تجعل هذا العمل عبادة تتقرب بها إلى الله إذا نوت الخير والمساعدة لمن حولها.
وأوضح خلال حواره مع الإعلامي مهند السادات في برنامج “فتاوى الناس” المذاع على قناة الناس، أن الإسلام لا يغفل عن مكافأة الأعمال اليومية بل يمنحها بُعدًا روحانيًا إذا اقترنت بالنية الصالحة.
وأضاف أن العديد من السيدات الفضليات يعبرن عن قلقهن من ضيق الوقت الذي يفرض عليهن الانشغال بأعمال المنزل، مما يمنعهن أحيانًا من قراءة القرآن أو أداء النوافل ويتساءلن إن كان لهن أجر على ذلك.
وجاءت إجابة الشيخ عثمان واضحة بأن المرأة يمكن أن تنال الأجر كاملاً بل وأجرًا زائدًا إذا احتسبت نيتها في خدمة أسرتها وإعانتهم مشددًا على أن الإسلام يقدر مجهود المرأة في بيتها ويجعله مصدرًا للثواب.
الذكر يعادل قراءة القرآن أثناء العمل
أوضح أمين الفتوى أن الذكر يُعَدّ عبادة عظيمة حتى أنه يعادل قراءة القرآن بل يزيد عليها، مستشهدًا بقول العلماء: “الذكر قراءة وزيادة”.
ولفت إلى أن المرأة التي تستمع إلى القرآن عبر الإذاعة أو الهاتف أثناء انشغالها بإعداد الطعام أو ترتيب المنزل يكون لها أجر المستمع لأن “المستمع شريك القارئ”.
وأشار إلى أن هذه الوسائل تجعل المرأة قريبة من كتاب الله حتى في أكثر لحظاتها انشغالًا مما يمنحها شعورًا بالطمأنينة ويعزز ارتباطها بالعبادة موضحًا أن العبرة ليست فقط في الجلوس لقراءة القرآن بل في استحضار نية التقرب إلى الله في كل وقت.
إعداد الطعام.. من عمل يومي إلى عبادة عظيمة
أكد الشيخ عثمان أن إعداد الطعام، رغم كونه عملًا يوميًا يمكن أن يتحول إلى عبادة ذات أجر كبير إذا نوت المرأة بذلك إكرام أهل بيتها أو مساعدة من لا يستطيع الطبخ أو حتى إطعام الفقراء والمحتاجين.
واستشهد بحديث النبي ﷺ: “حتى اللقمة تضعها في فم امرأتك تبتغي بها وجه الله” ليؤكد أن أي عمل مهما كان بسيطًا يمكن أن يكون سببًا في نيل الحسنات إذا كان بنية خالصة.
وأضاف أن الإسلام دين يسر وسماحة، يعزز فكرة أن الحياة كلها يمكن أن تكون ميدانًا للطاعة، وأن كل حركة يقوم بها الإنسان، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، يمكن أن تتحول إلى عبادة إذا صلحت النية.
النية الصالحة تجعل الحياة تجارة مع الله
شدد أمين الفتوى على أن الإنسان يستطيع أن يجعل كل حركاته وسكناته تجارة مع الله، قائلًا: “اجعلوا نيتكم خالصة لله، سواء في الصلاة أو العمل أو إعداد الطعام، فكل ذلك يؤجر عليه الإنسان إن شاء الله”.
وأكد أن الإسلام لا يفرق بين العبادات التقليدية والأعمال اليومية إذا اقترنت بالنية الصالحة فكما يُؤجر الإنسان على الصلاة والصيام فإنه يُؤجر أيضًا على جهوده في عمله ورعاية أسرته، مما يعكس نظرة الإسلام الشاملة لعبادة الله في كل جوانب الحياة.
إن إعداد الطعام ليس مجرد عمل منزلي روتيني، بل يمكن أن يكون عبادة عظيمة تؤجر عليها المرأة إذا نوت به الخير، سواء تجاه أسرتها أو المحتاجين.
فالنية الصالحة تحول العادات اليومية إلى أعمال تعبُّدية، مما يجعل الحياة كلها ساحة للتقرب إلى الله وهو ما يعكس عظمة الدين الإسلامي في تحويل أبسط الأعمال إلى مصدر للأجر والثواب.