نداء استغاثة عربي من فلسطين: مجازر غزة بلغت حد الجنون

دعت دولة فلسطين إلى عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، والمقرر انعقادها غدًا الثلاثاء، وذلك في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة.
وقال السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لفلسطين لدى الجامعة العربية، في تصريح لوكالة “وفا”، إن الدعوة جاءت استجابة للوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه سكان غزة، وسط حصار خانق وتجويع متعمّد، واستهداف متكرر للمدنيين أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء.
وأشار العكلوك إلى أن قوات الاحتلال تستدرج المدنيين الجوعى إلى أماكن توزيع مساعدات، ثم تستهدفهم مباشرة، ما أدى إلى استشهاد نحو ألف فلسطيني، بينما كانوا يحاولون تأمين الطعام لأسرهم.
وندد السفير بقصف الاحتلال لكنيسة دير اللاتين في مدينة غزة، والتي تؤوي مئات النازحين، واصفًا ذلك بأنه “جريمة جديدة” وانتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وقرارات منظمة اليونسكو، باعتبارها من أقدم الكنائس في العالم.
وأكد العكلوك أن الاجتماع المرتقب سيبحث آليات التحرك العربي سياسيًا وقانونيًا ودبلوماسيًا، إقليميًا ودوليًا، لحشد الدعم ووقف العدوان، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد كشفت أن يوم أمس الأحد شهد استشهاد 94 فلسطينيًا خلال انتظارهم لقوافل مساعدات، من أصل 132 قتيلاً سقطوا في مختلف أنحاء القطاع، وكانت الحصيلة الأكبر في منطقة السودانية شمال غزة، حيث قُتل أكثر من 80 شخصًا.
ووفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد ضحايا ما يُعرف بـ”مصائد الموت” – وهي أماكن توزيع المساعدات التي يُستهدف فيها المدنيون – بلغ نحو 995 شهيدًا، وأكثر من 6 آلاف مصاب، و45 مفقودًا، وذلك منذ 27 مايو حتى 20 يوليو الجاري.
وفي بيان له، قال برنامج الأغذية العالمي إن 25 شاحنة مساعدات دخلت من معبر “زيكيم”، لكن الحشود التي اقتربت منها تعرضت لإطلاق نار من دبابات وقناصة إسرائيليين، واصفًا ما حدث بأنه “عنف غير مقبول تمامًا”.
من جانبه، ادعى الجيش الإسرائيلي أن إطلاق النار كان “تحذيريًا” لتفريق الحشود بسبب ما وصفه بـ”التهديد الفوري”، مؤكدًا أنه لا يستهدف قوافل المساعدات عمدًا، وزاعمًا أن الأعداد المعلنة “مبالغ فيها”.
وفي تطور لافت، كشفت القناة الإسرائيلية “12” عن خطة بديلة طرحها رئيس أركان الجيش، تقوم على السيطرة على مناطق أوسع في قطاع غزة، وتعزيز الانتشار العسكري، في حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار خلال مهلة الستين يومًا المحددة.
يُذكر أن الحرب الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، أسفرت حتى 20 يوليو الجاري عن استشهاد ما يقارب 59 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 141 ألف آخرين، إلى جانب أعداد غير معروفة من المفقودين، وآلاف الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب الجوع وانهيار الوضع الإنساني بالكامل.
تعليق واحد