إسلام عبد الرحيم يكتب: الرئيس.. وجبر الخواطر

يظل جبر الخواطر عملًا نادرًا لا يصدر إلا عن النفوس العظيمة ولأنه لا يحتاج إلى ثروة أو منصب بقدر ما يتطلب قلبًا إنسانيًا نابضًا بالرحمة، فإن الحديث عن هذا الخُلق الرفيع يقودنا حتمًا إلى شخصية جمعت بين القيادة والحكمة، وبين الحزم والحنو، ألا وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قدّم نموذجًا متفردًا في جبر خواطر أبناء شعبه، لا سيما البسطاء.
منذ اللحظة الأولى لتوليه المسؤولية، أدرك الرئيس السيسي أن بناء الدولة لا يقتصر فقط على إقامة مشروعات عملاقة أو تحسين البنية التحتية، بل يتطلب أيضًا بناء الإنسان المصري نفسيًا واجتماعيًا، وردّ اعتباره، ورسم البسمة على وجهه، خاصة من كسرتهم الحياة وأثقلتهم الظروف، ولعل أكثر ما يميّز الرئيس في هذا الإطار هو عفوية مواقفه الإنسانية، والتي تأتي من القلب فتصل إلى قلوب الملايين.
جبر الخواطر ثقافة قبل أن تكون فعلًا
من الجميل أن نرى رئيسًا بحجم السيسي يتعامل مع جبر الخواطر كجزء أصيل من ثقافته الشخصية، لا كاستراتيجية دعائية أو إعلامية، ففي كل جولة ميدانية له نراه يُولي اهتمامًا خاصًا بالمواطنين العاديين، يتحدث إليهم، يصافحهم، يستمع إلى شكواهم ويأمر بحلها في الحال، وتكررت مشاهد توقّف موكبه ليفاجئ أسرة بسيطة، أو يتحدّث إلى مسنّ على الرصيف، أو يُقبّل يد سيدة مُسنة، لتصل الرسالة قوية وواضحة: “أنا واحد منكم، أحسّ بكم، وأحمل همومكم”.
جبر الخاطر هنا لم يكن كلمة تقال، بل فعلًا يُترجم على الأرض فكثيرًا ما شاهدنا الرئيس يوجّه المسؤولين لتلبية مطالب فئات معينة من المواطنين، أو لتكريم النماذج الإنسانية التي عاشت في الظل طويلًا دون أن يشعر بها أحد، وقد أصبحت هذه المواقف علامة مميزة له، يتحدث عنها الناس بعفوية وصدق، لأنها خرجت من قلبه دون تكلّف.
مواقف إنسانية لن تُنسى
أمثلة الرئيس في جبر الخواطر أكثر من أن تُحصى، ولكن بعضها بقي محفورًا في وجدان المصريين من بينها موقفه مع الطفلة “مريم” المصابة بالسرطان، حين استجاب لنداء والدتها وأمر بعلاجها على نفقة الدولة، وقابلها بابتسامة أبويّة لا تُنسى، أو عندما فاجأ “سيدة المطر” بتكريمها بعد أن انتشرت صورتها وهي تعمل تحت الأمطار القاسية، ليُكرم كفاحها وكرامتها في آنٍ واحد.
وهناك أيضًا لفتته الرائعة تجاه عامل النظافة الذي تعرّض للتنمر، حين حرص على دعوته لحضور أحد الاحتفالات الرسمية، ليبعث برسالة قوية بأن كل مصري محترم، وأن الكرامة لا تُقاس بالمهنة أو المظهر، كذلك لم يتردد في تكريم النماذج الملهمة من ذوي الهمم، وتخصيص مؤتمرات سنوية لهم، والاستماع إليهم بنفسه، ومشاركتهم لحظاتهم، في مشهد يُجسد أرقى صور الإنسانية.
القيادة بالرحمة.. لا بالتسلط
الرئيس السيسي في تعامله مع الناس يقدّم لنا مدرسة مختلفة في القيادة، أساسها الرحمة والتواصل لا التعالي، وهذه المدرسة تظهر بوضوح في طريقته وهو يُوجّه الوزراء والمسؤولين: الحزم في الحق، واللين مع المواطن فهو لا يرضى أن يُهدر كرامة إنسان، ولا يقبل أن يُترك أحد دون رعاية، خصوصًا من لا سند لهم.
وهنا تتجلى عظمة القيادة الرحيمة، التي تعرف أن جبر الخاطر في أحيان كثيرة يُغني عن قرارات كبيرة، فالكلمة الطيبة، واللفتة الصادقة، والإصغاء للناس، كلها أدوات في يد الزعيم الحكيم، يستخدمها كما يستخدم السيف في وقت الحزم، والقانون في وقت النظام.
رؤية شاملة للعدالة الاجتماعية
جبر الخواطر في عهد الرئيس السيسي لم يأتِ فقط في شكل مواقف إنسانية فردية، بل جاء من خلال مشروعات قومية عملاقة تهدف لتوفير حياة كريمة لكل المصريين، فمبادرة “حياة كريمة” ليست إلا تجسيدًا واقعيًا لهذا المفهوم، حيث تمضي الدولة لتوفير سكن لائق، وخدمات صحية وتعليمية، وبنية تحتية قوية، في قرى كانت منسية لعقود.
وهذه المبادرة، التي تُعد الأضخم في تاريخ مصر من حيث حجم الإنجاز وعدد المستفيدين، تعبّر عن فلسفة الرئيس في جبر الخواطر الجماعية، فكما يهتم بالفرد، لا ينسى المجتمع، ويسعى لإصلاح الخلل المزمن في توزيع الفرص والموارد، فالجميع في عينه سواء، لا فرق بين غني وفقير، أو بين قرية في الصعيد ومدينة على الساحل.
القدوة في زمن الحاجة
في زمن فقدت فيه الإنسانية الكثير من بريقها في عيون الناس، يقدّم لنا الرئيس عبد الفتاح السيسي نموذجًا مضيئًا يُعيد الثقة في القيادة كقيمة أخلاقية، قبل أن تكون وظيفة سياسية، وهو بذلك لا يُخاطب عقولنا فقط، بل يخاطب أرواحنا، ويزرع الأمل في نفوس فقدت الثقة.
وليس من قبيل المبالغة أن نقول إن الرئيس السيسي قد وضع جبر الخواطر ضمن أولويات الحكم، ورفعه إلى مصاف القيم الوطنية، فقد فهم ببصيرته أن أقصر طريق لبناء وطن قوي هو بناء جسور الثقة بين القيادة والشعب، وجبر خواطرهم المكسورة، لأن القلب إذا انكسر فلا تعود اليد قادرة على البناء.
من هنا أقول عندما نكتب عن جبر الخواطر والإنسانية، لا بد أن نقف احترامًا أمام شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل من هذه القيم عنوانًا لعهده، وسلوكًا يوميًا يرافقه في كل قراراته، فهذه الأخلاق التي أنعم الله بها عليه، كانت مفتاحًا لقلوب المصريين، وسببًا في التفافهم حوله في أوقات الشدة قبل الرخاء.
جبر الخواطر ليس مجرد سلوك عابر، بل هو سياسة حياة، وعقيدة حكم، ورسالة إنسانية سامية، وقد علّمنا الرئيس السيسي أن القيادة الحقيقية لا تُقاس فقط بكمّ الإنجازات، بل بمدى شعورك بآهات الناس، وحرصك على أن تظل الكرامة عنوانًا لحياتهم.