قال الداعية الإسلامي حسام الدين مصطفى إن التصديق الحكمة هو أن الله سبحانه وتعالي هو المدبر وأنك تنام والله لا ينام، تغفل عن حالك والله لا يغفل الله عن حالك، وأن معظم علماء التفسير وعلى رأسهم الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله عليه حينما فسر قول الله تعالى “بيدك الخير” أنه لا يوجد شر أبدا، فان كل ذلك خير والله ليس بيده إلا الخير .
وأضاف في تصريح خاص لجريدة “اليوم” أن الشيخ الشعراوي قال إن خلف كل شر حكمه فيها خير في الدنيا قبل الآخرة، ولكن نجهلها، وما جاء شر إلا ليبعد ما هو أشر منه، فبذلك يكون عين الخير وأن الحكمة سرية وليست جهرية فكل له علم يعلمه وينجح فيه، وأن الحكمة يعطيها أو يوهبها الله لمن يشاء لأن الحكمة تنزل من السماء لمن يختاره الله، مستشهدا بالآية الكريمه “يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا”.
واستشهد الداعية خلال حديثه بقصة مأثورة فقال: “سيدنا موسى عليه السلام حينما كان جالس على الجبل يذكر الله ويسبحه، وكان بجواره بئر ماء، فنظر موسى فإذا برجل عجوز يسير في الطريق يتوجه إلى البئر وفي نفس الوقت يأتي شاب يشرب من البئر، فشرب وسقطت منه صرة مال وذهب الشاب، وإذا خلفه شاب آخر جاء يشرب من البئر فوجد المال فاخذه وشرب وذهب، ليصل العجوز الى البئر ليشرب ويستريح، فيلاحظ الشاب سقوط المال منه فيرجع الى البئر ليبحث عنه فلم يجدها.
وتابع: ووجد العجوز جالس فقال له ألا ترى مال سقط مني فقال لا ودار بينهم نقاش حاد انتهى بقتل الشاب العجوز، وكل ذلك حدث أمام عين سيدنا موسى عليه السلام، فألقى موسى بمسبحته وقال يا الله أين العدل مترجما اللهم إني لا أقول ذلك شكا ولا سخطا وإني أسألك أن تعلمني، فقال الله سبحانه وتعالي له يا موسى إنها حكمتي، فقال موسي ياالله علمني إياها.
وأردف: فقال الله عز وجل يا موسى إن الرجل العجوز كان في زمانه قد قتل والد الشاب الذي سقط منه المال وإن حكمتي اقتدت أن يكون القصاص على يد ابن القتيل، وإرجاع الحق الى أهله، وكان والد القاتل قد أخذ وسرق مالاً من والد الشاب الذي وجد المال، فاردنا أن نعيد إليه مال أبيه كما هي الحكمة ولكنكم تجهلونها”.
واختتم الداعية حديثه بدعاء الشيخ الشعراوى الذقن قال فيه اللهم إني أحمدك على كل قضائك وجميع قدرك حمد الرضا بشكرك فييقين حكمتك.
