في الوقت الذي يعتبر فيه الإنترنت وسيلة للتواصل والمعرفة، هناك جانب آخر خفي لا يعرفه الكثيرون، يعرف “بالإنترنت المظلم”، ذلك الجزء من الإنترنت يعد الوجه الغامض والمجهول للعالم الرقمي، حيث تجرى فيه أنشطة غير قانونية وتباع فيه معلومات ومواد محظورة، وخير شاهد على ذلك واقعة مقتل طفل شبرا الخيمة في مصر وارتباطها بالإنترنت المظلم.
ما هو الإنترنت المظلم؟
الإنترنت المظلم، أو مصلح “دارك ويب”، هو جزء من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه من خلال محركات البحث التقليدية مثل “جوجل” أو “بينغ”، ولكن يعتمد على شبكات خاصة، مثل شبكة “تور” (Tor)، التي توفر للمستخدمين التصفح بشكل مجهول وغير قابل للتتبع، ويستخدم الإنترنت المظلم بشكل أساسي من قبل من يسعون للخصوصية المطلقة، ولكنه أصبح أيضًا ملاذًا للجماعات الإجرامية.
ماذا يحدث على الإنترنت المظلم؟
نعم لدي فضول في معرفة ماذا يحدث على الإنترنت، ولكن لدي يقين ايضاً بكونه خطر ويعد باباً للشيطان، وفي هذا الجزء الخفي من الإنترنت، تتم مجموعة واسعة من الأنشطة غير القانونية، وبالطبع من أشهرها تجارة المخدرات والأسلحة، حيث يمكن شراء المواد المحظورة بكبسة زر واحدة، والدفع بالعملات الرقمية مثل البيتكوين، التي تضمن سرية المعاملات، كما يشمل الإنترنت المظلم خدمات التزوير، كبيع بطاقات الائتمان المسروقة والوثائق المزورة.
إلى جانب التجارة غير القانونية، يعد الإنترنت المظلم مركزًا لتبادل البيانات المسروقة، مثل بيانات المستخدمين الشخصية والمعلومات البنكية. وتجرى هناك أيضًا عمليات قرصنة إلكترونية تُستخدم لاستهداف المؤسسات والشركات الكبرى، وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر الإنترنت المظلم موطنًا لمنتديات تناقش مواضيع غير قانونية، أو مثيرة للجدل، وحتى منصات للتجنيد والترويج للجماعات المتطرفة.
ويعد موقع بيسا مافيا ” besa mafia” من أخطر المواقع على الدارك ويب.. يمكنك دفع المال لقاتل مأجور لقتل الشخص الذي تريده, و في سرية تامة، حيث تتم الجرائم بدون أن يعرف القاتل من هو الشخص الذي يجب قتله.
لماذا يلجأ البعض إلى الإنترنت المظلم؟
الإجابة لهذا السؤال الذي دائماً نسأله لأنفسنا، تتلخص في أن السبب الرئيسي يكمن في السعي للخصوصية والهروب من الرقابة، فهناك من يستخدم الإنترنت المظلم لأغراض مشروعة، مثل الصحفيين والنشطاء الذين يريدون التواصل بأمان دون الخوف من تعقبهم من قبل الحكومات أو الجهات الأخرى، ولكن في الوقت نفسه، يستخدم لأغراض غير قانونية ومشبوهة بسبب صعوبة التتبع وإمكانية الاختباء خلف هويات مزيفة.
كيف يمكن مواجهة مخاطر الإنترنت المظلم؟
تعد مواجهة الإنترنت المظلم تحديًا كبيرًا للحكومات في جميع أنحاء العالم، وقد يحتاج الأمر إلى تقنيات حديثة لتتبع الأنشطة غير القانونية، ومن جانب آخر، يتطلب تعزيز التوعية العامة حول مخاطر استخدام الإنترنت المظلم، كما تتطلب المكافحة جهودًا دولية مشتركة، حيث إن الجرائم الإلكترونية لا تعرف حدودًا.
ويبقى الإنترنت المظلم منطقة معقدة ومجهولة للكثيرين، ويشكل تحديًا كبيرًا للأمن السيبراني في العصر الحديث للحكومات ومع ذلك، يبقى من الضروري التوازن بين حق الأفراد في الخصوصية، وحق الحكومات في حماية المجتمعات من الأنشطة غير القانونية، ويظل السؤال: كيف يمكن للعالم الرقمي أن يوازن بين الحرية المطلقة للمستخدمين والأمان الجماعي للمجتمعات؟