المنفلوطي وأسرار إبداعاته الأدبية والفنية في ندوة بثقافة أسيوط

أقيمت مساء أمس الثلاثاء، بقصرثقافة أسيوط فعاليات الندوة الثقافة “الإبداع والترجمة عند مصطفى لطفي المنفلوطي.. حين تصبح الكلمات لوحات فنية” والتي أدارها الشاعر محمد أبو شناب رئيس نادي أدب منفلوط وأشار خلالها إلى أهمية الخصوصية الإبداعية للمنفلوطي وما تضمنته من قضايا ترتبط بحماية الهوية المصرية ضد التغريب، وهذا إلى جانب تفرده في المقال الأدبي ببراعة لافته.
شارك نادي أدب أسيوط في الفعالية، وقال الدكتور سعيد أبو ضيف رئيس النادي وأستاذ الترجمة والنقد بجامعة أسيوط إن المفارقة التاريخيةً حول المنفلوطي؛ تتمثل في أنه وكونه رائد النثر العربي والترجمة في بدايات القرن الماضي إلا أنه لم يكن يجيد الفرنسية، حدث ذلك رغم ترجمته العبقرية لروايات فرنسية شهيرة مثل “البؤساء” و”بول وفرجيني”، معتمدًا على إعادة الصياغة بأسلوب أدبي مبهر، بدلًا من الترجمة الحرفية. وأضاف أبوضيف: “المنفلوطي لم ينقل الكلمات، بل استلهم الروح الإنسانية للأعمال، فخلق منها نصوصًا عربية خالدة وملهمة وثرية بالإبداع العربي وخصوصيتنا الثقافية.
حضر الندوة الشاعر والمترجم محمد شافع مدير الشؤون الثقافية والتي أشرفت على تنفيذ الندوة ورعايتها ضمن فعاليات ملتقى شاكر عبدالحميد التي تنظمها إدارته لاحياء ليالي شهر رمضان وقال إن الملتقى حرص على تناول رموز الإبداع من بيئة الصعيد والذي ساهموا في إثراء الفكر والأدب العربي، وساهموا في تجديد حركة الإبداع والتنوير وإحداث نهضة أدبية مشهود لها.
بينما أكد الدكتور جمال عبد الناصر المدير العام والمشرف على إقليم وسط الصعيد الثقافي في كلمته على أهمية هذه الفعاليات في إحياء التراث الأدبي، وتأكيد الرموز التي صنعت الهوية لدى الأجيال الجديدة من المبدعين، خصوصا وما تحمله تلك الإبداعات من حمولة ثقافية كبيرة سبق وتناولتها دراسات تحليل الخطاب الإبداعي للمنفلوطي وغيره من عمالقة الأدب في القرن الماضي.
بينما أشاد محمد عبدالغني بمستوى الندوة وأهمية موضوعها في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الهوية، خصوصا وسهولة وعذوبة أسلوب المنفلوطي الذي يجعل من إمكانية انتشاره ومقرؤيته بين الأجيال الجديدة عالية ومرتفعة، أما الشاعر محمد شافع مدير الشؤون الثقافية فقد أكد على أن هناك سلسلة من الندوات والفعاليات التي سيتم تطبيقها لإثراء الحوار بين التراث والحداث، والكشف عن جماليات الإبداع لدى أعلام الأدب العربي ممن صنعوا جسرا بين الثقافات، وساهموا بنهضة الأدب العربي كالمنفلوطي.
تضمنت الندوة محاضرة للدكتور أسامة أنور عبيد خبير الإعلام التربوي، وخلالها قدم تحليلًا عميقًا للأبعاد الفنية في أدب المنفلوطي، واصفًا إياه بأنه “فنانٌ يمتلك ريشة كاتبٍ وألوان شاعرٍ”، مشيرًا إلى أن أعماله مثل “النظرات” و”العبرات” تمزج بين البلاغة الكلاسيكية وروح الحداثة، مما جعلها مرجعًا للأدباء والمترجمين عبر الأجيال.
وشهدت الندوة حضور مميز، ومنهم مشاركة الدكتورة فاطمة الجندي عضو هيئة التدريس بجامعة بدر، والتي أثرت النقاش بمداخلات حول تأثير المنفلوطي في تشكيل الذائقة الأدبية للشباب.
كما ألقت كوكبة من الشعراء قصائدَ إبداعية متميزة لاقت تفاعلا، وجمعت بين العمق والسلاسة، والرمزية والواقعية، ومنهم الشاعر محمد أبو شناب (رئيس نادي أدب منفلوط)، والشاعر عمرو يونس والشاعرة وئام عصام، والدكتور هاني العباسي.