الإفتاء: الصلاة واجبة على الطفل عند البلوغ والتدريب المبكر يسهّل الالتزام

أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال طرحه الطفل عمر صلاح من محافظة المنوفية حول التزامه بأداء الصلاة في سن الثالثة عشرة، وما إذا كانت واجبة عليه في هذا العمر.
وخلال مشاركته في برنامج “فتاوى الناس”، الذي يقدمه الإعلامي مهند السادات على قناة الناس، أوضح الشيخ كمال القواعد الشرعية المتعلقة بتكليف الأطفال بالصلاة، مشددًا على أهمية التدريب المبكر وتعويد الأبناء على العبادة.
متى يصبح الطفل مكلفًا بالصلاة؟
أوضح الشيخ محمد كمال أن الصلاة واجبة على المسلم بمجرد بلوغه، وأن سن التكليف يرتبط بظهور علامات البلوغ.
وقال: “كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، يجب تدريب الأطفال على الصلاة منذ سن السابعة، مع زيادة الاهتمام بها عند بلوغهم العاشرة. لكن وجوب الصلاة لا يبدأ إلا عند البلوغ.”
وأشار إلى أن علامات البلوغ تختلف بين الذكر والأنثى. ففي حالة الذكور، يصبح الطفل مكلفًا بالصلاة إذا بلغ الحلم، أي عند نزول المني أو ظهور علامات أخرى للبلوغ.
وأضاف: “في حال لم تظهر علامات البلوغ، فإن الوصول إلى سن الـ15 عامًا يعدّ في بعض آراء الفقهاء علامة على بلوغ الطفل، ومن ثم وجوب الصلاة عليه.”
تدريب الأطفال على الصلاة: نهج نبوي
أكد الشيخ كمال على أهمية تدريب الأطفال على الصلاة منذ الصغر، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بتعليم الأطفال الصلاة في عمر مبكر لتعويدهم عليها.
وقال: “إذا كان عمرك 13 سنة وظهرت عليك علامات البلوغ، فأنت مكلف بالصلاة شرعًا، وإذا لم تكن قد بلغت بعد، فالصلاة التي تؤديها تعد نافلة، ولها أجر كبير عند الله. ولكن الالتزام بالصلاة من الصغر يجعل الالتزام بها بعد البلوغ أمرًا طبيعيًا وسلسًا.”
وأضاف: “النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بتدريب الأطفال على الصلاة منذ سن السابعة، والضرب غير المؤذي عند العاشرة إذا أهملوا أداءها. هذا النهج النبوي ليس فقط لتعليمهم العبادة، بل لتربيتهم على حب الصلاة وجعلها جزءًا من حياتهم اليومية.”
القدوة في العبادة: دور الأسرة
تحدث الشيخ كمال عن دور الوالدين في تعويد الأبناء على الصلاة، مشيرًا إلى أهمية القدوة. وقال: “عندما تأخذ ابنك إلى المسجد منذ صغره، يشاهدك وأنت تصلي ويبدأ في تقليدك. هذه العادة تجعل من الصلاة جزءًا من حياته اليومية، وعندما يبلغ سن التكليف، يكون بالفعل مستعدًا للالتزام بها كواجب ديني.”
وأكد أن التدريب المبكر يساعد الطفل على تجاوز صعوبات الالتزام، مضيفًا: “كلما تدرب الإنسان على الصلاة منذ الصغر، أصبح الأمر أسهل عليه في المستقبل، لتصبح الصلاة عادة طبيعية تستمر معه مدى الحياة.”
الصلاة: وسيلة للتربية الروحية
أوضح الشيخ كمال أن الصلاة ليست مجرد عبادة، بل هي وسيلة لتربية الإنسان روحيًا وأخلاقيًا منذ الصغر.
وقال: “الصلاة تعلّم الطفل الانضباط، وتحفّزه على الالتزام بالقيم الإسلامية. لذلك، فإن تعليم الأطفال الصلاة ليس فقط أمرًا دينيًا، بل هو جزء من بناء شخصيتهم على أسس سليمة.”
دعوة للتدريب المبكر والتربية الإيمانية
اختتم الشيخ كمال حديثه بتوجيه دعوة للأسر للحرص على تدريب الأطفال على الصلاة منذ صغرهم، مشيرًا إلى أن هذا التدريب يساعدهم على الالتزام بها عندما يبلغون.
وقال: “الصلاة ليست مجرد عبادة، بل هي أسلوب حياة عندما يتعود الطفل على الصلاة منذ صغره، تصبح جزءًا من هويته وشخصيته، ويجد فيها ملجأً روحيًا في كل مراحل حياته.”