مستقبل المنطقة العربية بعد إعادة انتخاب ترامب

نميري شومان
يكتب
فوز دونالد ترامب بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل المنطقة العربية، لا سيما في ظل التحديات المتزايدة في الشرق الأوسط. سياساته السابقة وتوجهاته المعلنة تعكس مواقف ذات تأثير محتمل على الصراعات الإقليمية والعلاقات الثنائية مع الدول العربية.
الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي
من المتوقع أن تشهد العلاقات الأمريكية الإسرائيلية مزيدًا من الدعم تحت إدارة ترامب، بما يتماشى مع سياساته السابقة التي تضمنت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. كما يُرجح أن تستمر الإدارة الجديدة في دعم السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مع تقليل الضغط على حكومة إسرائيل للالتزام بالحلول الدبلوماسية. هذه المواقف قد تزيد من تعقيد الصراع، مع تصاعد التوترات بين الفلسطينيين وإسرائيل وامتدادها إلى الدول المجاورة مثل لبنان والأردن.
التعامل مع إيران والخليج العربي
عودة ترامب قد تعني تصعيدًا ضد إيران عبر إعادة سياسة “الضغط الأقصى” المتمثلة في فرض عقوبات اقتصادية مشددة ومحاولات تقويض نفوذها في المنطقة. في المقابل، يُرجح أن تستفيد دول الخليج، مثل السعودية والإمارات، من سياسات ترامب المواتية لتعزيز العلاقات التجارية والعسكرية، خاصة مع توجهه البراغماتي الذي يتجاهل قضايا حقوق الإنسان لصالح المصالح الاقتصادية.
الاستقرار الإقليمي ودور الولايات المتحدة
سياسة ترامب في الشرق الأوسط تعتمد غالبًا على تقليل الانخراط العسكري المباشر، مما قد يترك فراغًا قد تسعى قوى مثل الصين وروسيا لملئه. هذا التراجع المحتمل في الدور الأمريكي التقليدي يمكن أن يؤدي إلى تغييرات استراتيجية عميقة، سواء من خلال تقليل الاستقرار أو فتح الباب لتحالفات إقليمية جديدة.
التأثير على القضايا الإنسانية
مع استمرار الصراعات، مثل أزمة غزة، قد يواجه العالم العربي أزمات إنسانية متفاقمة نتيجة غياب الجهود الدولية الفعّالة لحل النزاعات. إدارة ترامب السابقة لم تعر اهتمامًا كبيرًا لقضايا حقوق الإنسان في المنطقة، ومن المرجح أن تتبع الإدارة الجديدة نفس النهج، مما قد يزيد من معاناة المدنيين في مناطق الصراع.
خلاصة
إعادة انتخاب ترامب قد تؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية وزيادة الفجوة بين الولايات المتحدة وبعض الحلفاء العرب. على الرغم من احتمالية تعزيز العلاقات الثنائية مع بعض الدول الخليجية، فإن التأثير العام على المنطقة قد يتسم بمزيد من عدم الاستقرار نتيجة السياسات التي تركز على المصالح الأمريكية دون اعتبار كبير لتعقيدات المنطقة.