تأملات إعجازية في محاولات اغتيال النبي
يأتي الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف فرصة لاستذكار سيرته العطرة. ويبدأ احتفال المسلمين بذكرى مولده، صلى الله عليه وسلم، من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته. والاحتفال بمولده يعد من مظاهر تعظيمه وتوقيره، وعنوان محبته، التي لا يكتمل إيمان العبد إلا بتحقيقها.
وقد سنَّ لنا رسول الله بنفسه الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فكان يصوم يوم الاثنين. ولما سئل عن ذلك، قال: “ذلك يوم وُلِدتُ فيه”. ومن مظاهر محبته، صلى الله عليه وسلم، السير على نهجه وهديه؛ فعالمنا اليوم في أمسّ الحاجة إلى هدي النبي ورسالته الربانية في الرحمة والسلام، بعدما عجز الضمير العالمي عن إقرار السلام لإنهاء الحروب والصراعات.
ورغم سماحة ورحمة نبي الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أنه تعرض للعديد من محاولات الاغتيال، كما يرصدها كتاب محاولات اغتيال النبي، للكاتب صادق حسين.

ولا يوجد شخص في التاريخ الإسلامي تعرض لمحاولات اغتيال جماعية وفردية عديدة مثلما تعرض له الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، في حياته وبعد مماته.
ويرصد كتاب “محاولات اغتيال النبي، صلى الله عليه وسلم” محاولات المشركين واليهود لقتل النبي، صلى الله عليه وسلم، وقد نجاه الله منها وحفظه من كيد الكائدين والمتربصين، سواء كانت هذه المحاولات اغتيالاً ماديًا بمحاولة النيل من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أثناء المعارك والغزوات، أم اغتيالاً معنويًا من خلال استهدافه بوصفه مرة ساحرًا، ومرة كاذبًا، ومرة شاعرًا، أو بإطلاق شائعات تستهدف الطعن فيه وفي آل بيته الأطهار.
ويعرض الكتاب لهذه المحاولات سواء وقعت في مكة أو في المدينة المنورة بعد هجرته، صلى الله عليه وسلم. ويستخدم المؤلف مصطلح “الاغتيال” بدلاً من “القتل” مجازًا، ربما لشيوع المصطلح الآن وذيوع استخدامه في العصر الحديث، ويقدم تعريفات مختلفة للمصطلح في اللغة العربية. فكلمة “اغتيال” مأخوذة من “الغيلة” بمعنى “الغول”، بقصد الشر إلى المغتال بحيث لا يعلم ولا يشعر بما يدور حوله من تدبير. و”الغيلة” تعني الخديعة، كأن يقال: “خدع فلان”، أي أخذه على غرة. كما يقصد بالاغتيال الاحتيال، وحقيقته أن يؤخذ الإنسان على غفلة من حيث لا يعلم.
ويتناول الكتاب حالات الاغتيال السياسي في العصر الحديث، ومنها: اغتيال الرؤساء والنخب، مثل اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود في المملكة العربية السعودية عام 1975، واغتيال الرئيس السادات في مصر عام 1981، وإسحاق رابين في إسرائيل عام 1993، وفي الهند المهاتما غاندي عام 1948، وأنديرا غاندي في أكتوبر 1984، وآخرين في مختلف دول العالم.
صدر الكتاب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، للمؤلف/ صادق حسين.
عرض وتقديم: عزة إبراهيم