تقارير-و-تحقيقاتعرب-وعالم

عام على الطوفان… الاحتلال يستهدف القطاع الصحي والدفاع المدني بالدمار الشامل

منذ بداية عدوان الاحتلال على قطاع غزة، أعلن رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو”: أن أهم أهدافه هي تدمير القدرات العسكرية لحماس والبنية التحتية لها، وهو الإعلان الذي نال على إثره الضوء الأخضر الغربي للمضي قدمًا في قصف قطاع غزة بالمقذوفات الثقيلة، ثم اجتياحها بعد ذلك، مركزة هجماتها على الأهداف المدنية والمستشفيات والمراكز الطبية في المقام الأول، دون اكتراث لقانون دولي أو تحرك شعبي.

المؤسسات الصحية

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، دمر الاحتلال المنظومة الصحية في القطاع بشكل شبه كامل، حيث استهدفت 65% من المؤسسات الصحية، وما تبقى يعمل بشكل جزئي وبنسبة إشغال 300% لاسيما في الحضانات وأقسام العناية المركزة.

حيث استهدف الاحتلال 165 مؤسسة صحية، بينها 34 مستشفى و 80 مركز طبي أخرجهم نهائيًا عن الخدمة، ودمر 131 سيارة إسعاف.

وقالت وزارة الصحة في غزة: إن الاحتلال حرم أكثر من مليوني فلسطيني من تلقي الخدمات الصحية بعد تدميره القطاع الطبي في غزة، وبحسب الوزارة مازال الاحتلال يهدد مستشفيات غزة، حيث هدد صباح اليوم بقصف مستشفيات الإندونيسي والعودة وكمال عدوان شمال القطاع.

كذلك أكدت الوزارة: أن 12 ألف مريض سرطان ينهش أجسادهم المرض دون تلقي العلاجات الأساسية حتى المسكنات، ومئات مرضى الكلى فارقوا الحياة جراء تدمير المستشفيات، وقد لقي 100 ألف مريض مصرعهم دون أن يشعر بهم أحد بسبب عدم تلقيهم حاجاتهم من العلاج.

وقال مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بغزة: أن الاحتلال يمنع دخول المستلزمات الطبية والوفود الطبية وخروج المرضى والجرحى للعلاج في الخارج. كذلك يمنع الاحتلال دخول الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.

الأمر الذي جعل المستشفيات المتبقية في القطاع غير قادرة على تقديم الخدمة الصحية والطبية بشكل جيد للجرحى والمرضى الذين يزداد عددهم بشكل طردي يومياً- حسب المركز الإعلامي الحكومي.

الطواقم الطبية

كما استهدف الطواقم الطبية، فارتفع عدد شهدائهم إلى 986 شهيد بين الأطباء والتمريض والمسعفين، بينهم 4 أطباء استشهدوا داخل معتقلات الاحتلال، كان من بينهم الدكتور “عدنان البرش”- استشاري ورئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بغزة.

وكان “البرش” قد انتقل من مستشفى الشفاء- عقب الاقتحام الأول له- إلى مستشفى كمال عدوان بينما كان يقول جملته الشهيرة على قناة الجزيرة: “أدينا الرسالة وأجرنا على الله”، حيث كان من ضمن مصابي قصف الاحتلال للمستشفى، وذلك قبل أن ينتقل إلى مستشفى العودة، ليعتقله الاحتلال في أثناء تأدية عمله بالمستشفى، وحسب ابنه الأكبر “يزن” أنه تم اعتقاله عن عمد، حيث كان “اسمه أول من نودي عليه عبر مكبرات الصوت”.

وعقب اعتقاله، أودعه الاحتلال سجن “عوفر” في يناير 2024، وهو أحد أعتى وأقسى سجون العالم، ثم نقلوه إلى عسقلان- حسب أسرته، ليقضي أخر أربعة شهور في حياته تحت وطأة تعذيب قاتل- حسب شهود عيان من الأسرى الذين خرجوا أحياء بعد اعتقالهم معه، ويتستر الاحتلال على خبر استشهاده لأسبوعين كاملين، قبل إعلان نبأ استشهاده.

وقد كان أطباء عائلة “البرش” وذويهم هدفًا للاحتلال، فقد تم استهداف منزل نزحت إليه عائلة الدكتور “منير البرش”- مدير عام وزارة الصحة بغزة- أثناء وجوده بالمنزل ما أدى لاستشهاد ابنته “جنان”، وذلك عقب أسبوعين فقط من استقباله عدد من شهداء عائلته بينهم ابن أخته الأستاذ الجامعي.

الدفاع المدني

خلال عام من الإبادة لم تنس سلطات الاحتلال القطاع المكمل لعمل القطاع الطبي، فكان قطاع الدفاع المدني هدفًا ثانيًا لها، فدمرت ضربات الاحتلال 40% من مقدرات الدفاع المدني اللوجستية، ومع زيادة أعداد المهام الموكلة للقطاع بنسبة 1000% تراجعت كفاءة مركبات المهام الإنسانية لنحو 70%، حيث أكد الدكتور “محمد المغير”- مدير عام إدارة الإمداد والتجهيز بالدفاع المدني: أن القطاع “نفذ قرابة 260 مهمة، تحتاج في الأوقات الطبيعية نحو 40 سنة من العمل”.

وتقدر خسائر القطاع أثناء الحرب بنحو 30 مليون دولار، بفعل الاستهداف المباشر، فقد دمر الاحتلال 11 مركزًا للدفاع المدني من أصل 18 مركزًا بشكل كلي، بالإضافة إلى ورشتين مركزيتين للصيانة بخانيونس ومدينة غزة، و11 مركبة إطفاء، ومركبة إنقاذ واحدة، ومركبتي تدخل سريع، و8 مركبات إسعاف، و4 صهاريج مياة، وسلم هيدروليكي، وكذلك أضرار متفاوتة لحقت 7 مركبات إطفاء و 3 مركبات إنقاذ و 3 مركبات إسعاف وصهريج مياة.

كما لم تسلم فرق الدفاع المدني من الاستهداف، فاستشهد 85 شخصًا منهم، وأصيب أكثر من 292 آخرين، بالإضافة إلى 15 مفقودًا، 9 منهم تم العثور عليهم ضمن الأسرى الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال.

وعلى الرغم من أن استهداف المنشآت الطبية والمدنية ومسؤولي الإنقاذ أوقات الحروب جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، تستمر سلطات الاحتلال في ممارسة ذلك النوع من الإبادة بدم بارد، دون اكتراث بقانون أو عقاب، وأين تجد العقاب وفي ظهرها تقف الدول العظمي تظلها وتخيم عليها وتضفي الشرعية على كل فعل أو جرم؟ فما أوسع تلك الكلمات الرنانة التي يوصف بها عدوها ويستدر بها التعاطف العالمي، حتى مع أفعالها المشينة لعام كامل ملئ بالإجرام المفرط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى