أعلن قطاع المعاهد الأزهرية عن إطلاق أولى فعاليات مشروع “معًا نتعلم”، يوم الجمعة، ضمن المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”. تهدف هذه المبادرة إلى تحسين مستوى فهم الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة بالمعاهد الأزهرية، بدءًا من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي، بالإضافة إلى تقديم دعم تعليمي مجاني يشمل جميع المواد الدراسية.
توجيهات الإمام الأكبر ورؤية الأزهر الشريف
أوضح الشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن هذه المبادرة تأتي بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي أبدى حرصًا على تخفيف الأعباء المالية عن أولياء الأمور ومساعدة الطلاب في استيعاب المناهج الدراسية. وأضاف عبدالغني أن شيخ الأزهر وجه بضرورة أن يكون للمبادرة تأثير حقيقي في حياة الطلاب وأولياء أمورهم من خلال توفير محتوى تعليمي مجاني وشامل، يخفف من معاناة الأسر الناتجة عن الحاجة للدروس الخصوصية.
دعم تعليمي من خلال كفاءات متميزة
أشار الشيخ أيمن عبدالغني إلى أن المبادرة ستقدم شروحات وافية ودقيقة للمناهج الدراسية عبر بوابة الأزهر الإلكترونية، وذلك بواسطة معلمين مختارين بعناية يتمتعون بكفاءة عالية وخبرة واسعة في تخصصاتهم. ويستهدف المشروع تقديم محتوى تعليمي يساعد على تعزيز فهم الطلاب للمفاهيم الصعبة، مما يغنيهم عن الدروس الخصوصية التي تمثل عبئًا كبيرًا على الأسر المصرية.
وقال عبدالغني: “نراعي في هذه المبادرة مستويات الطلاب المختلفة، ونحرص على استخدام أساليب تدريس متقدمة تتماشى مع روح العصر، بما يضمن تقديم شرح ميسر لكل الطلاب، بغض النظر عن مستوى تحصيلهم”. وأضاف أن المعلمين المشاركين في المبادرة سيقدمون شروحات علمية مكثفة تغطي الجوانب المعرفية والمهارية التي يحتاجها الطلاب، مع التركيز على النقاط التي تتطلب مزيدًا من الشرح والتوضيح.
وسائل تدريس متطورة وسهولة الوصول إلى المحتوى
وأكد رئيس قطاع المعاهد الأزهرية أن المبادرة ستتيح للطلاب الاطلاع على المحتوى التعليمي طوال أيام الأسبوع بسهولة عبر بوابة الأزهر، مما يوفر للطلاب مرونة في متابعة الدروس وفقًا لجداولهم واحتياجاتهم الشخصية. ستتضمن الدروس الإلكترونية التي ستتاح عبر بوابة الأزهر محتوى متنوعًا يشمل التمارين والتدريبات والأسئلة التي تُسهم في ترسيخ المفاهيم وتعزيز الفهم العميق للمواد الدراسية.
وأشار الشيخ عبدالغني إلى أن مبادرة “معًا نتعلم” تأتي كجزء من رؤية الأزهر في مواجهة الدروس الخصوصية، التي باتت تثقل كاهل أولياء الأمور وتؤثر سلبًا على العملية التعليمية. وقال: “نحن نؤمن بأن توفير محتوى تعليمي متميز سيقلل من حاجة الطلاب إلى الدروس الخصوصية، ويضمن حصولهم على التعليم الجيد داخل المعاهد الأزهرية”.
تحفيز الطلاب على البحث والاستكشاف
وتهدف المبادرة إلى أكثر من مجرد تقديم الشروحات الأكاديمية، حيث أوضح عبدالغني أن المشروع يعمل على تعزيز روح البحث والاستكشاف لدى الطلاب، وتشجيعهم على التفاعل مع المواد الدراسية بأسلوب يساعدهم على تطوير مهاراتهم الفكرية والأكاديمية. كما أن البرنامج يشجع الطلاب على الإبداع والتفكير النقدي، مما يسهم في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات والتفاعل مع المتغيرات المحيطة.
يؤكد عبدالغني أن هذه المبادرة تعزز دور الأزهر في تقديم تعليم شامل ومتوازن يعتمد على أحدث الأساليب التربوية، ويدعم توجهات الأزهر نحو بناء جيل من الطلاب يتمتع بثقافة علمية واسعة ومهارات معرفية رصينة تساعدهم على النجاح في حياتهم الأكاديمية والشخصية.
