أخبار

الدعاء حصن المؤمن.. كيف تحمي نفسك من البلاء؟

 

يحظى الدعاء بمكانة كبيرة في قلوب المسلمين، فهو وسيلة لاستجلاب الرحمة ودفع البلاء، وأساس يحفظ النفس من فواجع الأقدار، في هذا السياق، تعلَّم المسلمون من النبي محمد صلى الله عليه وسلم صيغًا من الدعاء لتحصين النفس وحمايتها من المخاطر وتُعد الأدعية التي تحفظ الإنسان من المصائب من أهم ما يحرص عليه المسلمون، إذ تتعالى الأيدي بالدعاء لتحقيق الطمأنينة ودرء المكروه.

وفيما يتعلق بأفضل دعاء لحفظ النفس، جاء في نصوص دار الإفتاء المصرية إرشادات وتوجيهات نبوية تحث على ترديد أذكارٍ مخصوصة لمنع البلاء وحفظ النفس.

الدعاء النبوي: التحصين من فجاءة البلاء

أوضحت دار الإفتاء أن من أجمل الأدعية التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم هي الصيغة التالية: «بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»، وتُقال هذه العبارة ثلاث مرات في المساء، لتحفظ قائلها من البلاء المفاجئ حتى الصباح، وتُكرَّر في الصباح للوقاية حتى المساء. وتعدّ هذه العبارة من الأذكار التي علّمها النبي لأصحابه كحماية يومية تحيط بالمؤمن من الأذى وتقيه فواجع الأيام.

الدعاء بثبات القلب على الدين

من الأحاديث المأثورة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، وهي دعوة لتعزيز ثبات الإيمان، إذ كان رسول الله يرددها كثيرًا، ولما سُئل عن السبب، أوضح أنه يخشى على قلبه من الفتن، فالقلب بين يدي الله يقلبه كيف يشاء. يبين هذا الدعاء مدى الحاجة لطلب الثبات واليقين، في زمن كثرت فيه الفتن والشبهات.

الدعاء عند الشدائد: تفويض الأمر لله

ومن الأدعية الجميلة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أوقات الشدائد والابتلاءات: «اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ، ابنُ عبدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ، أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ…» هذه الكلمات التي تحمل في طياتها تفويض الأمر لله سبحانه، تعتبر من الأدعية العميقة التي تبث الراحة وتزيل الهم والحزن، وتجعل النفس مطمئنة ومستسلمة لقضاء الله وقدره، وتطلب من الله أن يملأ قلب الداعي بطمأنينة وسكينة القرآن.

الحماية من الفتن وعذاب الآخرة

كما ورد في السنة دعاء شامل يتوسل إلى الله بأن يقي الإنسان من الفتن وعذاب النار وعذاب القبر، وتحديدًا «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، وفِتْنَةِ القَبْرِ وعذاب القبر، وشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى وشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ» إن هذا الدعاء يُذكر المؤمن بأن يحتمي بالله من جميع الفتن، سواء كانت في دنياه أو آخرته، فهو يطلب المغفرة والحماية في عالم يشهد فتنًا تفتك بالقلوب وتضعف الإيمان.

الأمل في مغفرة الله وصفاء النفس

يتوجه المسلمون في دعائهم أيضًا بعبارة بديعة، «اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كَما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ»، وهو دعاء لطلب صفاء النفس وطهارتها من الخطايا. يتطلع المؤمن إلى الله بغسل قلبه من الذنوب، ورغبته بأن يكون نقيًّا كالثوب الأبيض الذي خُلص من كل شوائب الدنس، ويطلب بعدها أن ينأى الله عنه الكسل والمغرم، فيتحلى بروح العزيمة والاستقامة.

أثر الصدق في تجارة الإنسان وعلاقته بالناس

تدل الأحاديث النبوية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أهمية التحلي بالصدق والأمانة، خاصة في التجارة والعلاقات اليومية. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ». ويظهر في هذا الحديث دعوة للالتزام بالأخلاق النبيلة، واتباع القيم الدينية في كل معاملة مالية أو اجتماعية، لضمان حياة سعيدة يسودها الرخاء والمحبة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights