جعل الإسلام وقت نزول المطر من الأوقات المباركة التي تتجلّى فيها رحمة الله على عباده. وتبيّن السنة النبوية الهدي النبوي الذي سار عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مثل هذه اللحظات. فقد ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى المطر قال: «اللهم صَيِّبًا نافعًا»، كما ورد في صحيح البخاري.
ولم يقتصر هديه على الدعاء فقط، بل كان -صلى الله عليه وسلم- يعرض جسده للمطر، كما جاء في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- الذي رواه مسلم: «أصابنا ونحن مع رسول الله مطر، فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله، لِمَ صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهدٍ بربّه».
الدعاء وقت المطر: فرصة لاستجابة الرجاء
أكدت الأحاديث النبوية أنّ وقت نزول المطر من الأوقات التي يستحب فيها الدعاء، لما فيها من بركات ورحمة. فقد ورد في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر”، وهو حديث يُبرز أهمية اغتنام هذا الوقت بالدعاء الصادق.
كما يُستحب بعد انتهاء المطر أن يقول المسلم: «مُطرنا بفضل الله ورحمته»، وفقًا لما ورد عن زيد بن خالد الجهني، حين قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “وأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب”.
أدعية مأثورة عن المطر
من أفضل الأدعية التي يمكن ترديدها عند نزول المطر تلك التي جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنها:
اللهم صيبًا نافعًا.
مُطِرْنا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ.
اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا.
اللَّهُمَّ اسْقِ عِبادَك وبهائمَك، وانشُرْ رحْمتَك، وأَحْيِ بلدَك الميِّتَ.
اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا، علَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ.
ومن الأدعية أيضًا: “اللهم إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ ما فِيهَا، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ به، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فِيهَا، وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ به”.
أهمية الدعاء في وقت نزول المطر
يُعد وقت المطر فرصة ذهبية للمسلم ليتضرع إلى الله ويدعو بما يتمنى، فهو وقت تتنزل فيه رحمات الله وتُفتح أبواب السماء. يُستحب أن يدعو المسلم بكل ما يجول بخاطره من أمنيات دنيوية وأخروية، وأن يلتمس المغفرة والتوبة. ومن الأدعية الجميلة التي يمكن ترديدها:
اللهم اغفر لنا وارحمنا، وارضَ عنا، وتقبّل دعاءنا، وارزقنا من فضلك ورحمتك.
اللهم افتح لي أبواب رحمتك، واغفر لي ذنبي، وارزقني ما أتمناه إن كان خيرًا لي.
اللهم اجعل هذا العام عام خير وبركة، وانصر الإسلام والمسلمين، واسترنا واغفر لنا.
المطر: نعمة تستوجب الشكر
المطر ليس مجرد ظاهرة طبيعية بل هو دليل على رحمة الله ولطفه بعباده، إذ ينزل الخير من السماء لينعش الأرض ويحيي الزرع. وفيه تذكير للمسلمين بفضل الله وحثٌّ لهم على شكره بالدعاء والذكر.
على كل مسلم أن يغتنم هذا الوقت المبارك بالتوجه إلى الله بالدعاء والرجاء، فالدعاء تحت المطر، كما أكد النبي -صلى الله عليه وسلم-، من الدعوات التي لا تُرد.
