المستشارة رباب الإبيارى تكتب: 3 يوليو البيان الذي أعاد للوطن هيبته

في لحظةٍ كانت الدولة المصرية فيها على حافة الانهيار، خرج بيان الثالث من يوليو 2013 كـصرخة إنقاذ وطن وبداية عهد جديد من الشرف والمسؤولية، لم يكن مجرد خطاب سياسي، بل كان إعلان ولادة مرحلة، وشهادة ميلاد لجمهورية تنفض عن نفسها غبار الفوضى، وتمضي بخطى ثابتة نحو الاستقرار والبناء.
لم يكن الطريق ممهدًا، بل كانت التحديات هائلة: مؤسسات شبه معطلة، اقتصاد منهك، حالة من الانقسام المجتمعي، وتهديدات داخلية وخارجية تُحاك ضد الوطن، لكن القيادة الواعية والشجاعة التي تقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي، آنذاك، تعاملت مع المشهد برؤية رجل الدولة، لا بمنطق ردّ الفعل، بل بالتخطيط والإرادة والمصارحة.
جاء بيان 3 يوليو ليعيد للشعب ثقته في دولته، ويؤكد أن مصر لا تُدار من الخارج، ولا تُختطف تحت أي راية غير راية الوطن. لقد مثّل البيان لحظة استعادة القرار الوطني، وتحديد المسار، وصياغة خريطة طريق تستند إلى إرادة شعبية صادقة، وقيادة لا تعرف التردد في مواجهة الخطر.
ومنذ تلك اللحظة، بدأ التحول الكبير. لم تكن مجرد وعود، بل مشروعات عملاقة تُقام، ومدن جديدة تُبنى، وبنية تحتية تُعاد صياغتها بحجم دولة تسابق الزمن، تحققت إنجازات كانت حتى الأمس القريب تُعد أحلامًا بعيدة، من استصلاح ملايين الأفدنة، إلى تطوير شبكة طرق هي الأحدث في الشرق الأوسط، مرورًا بمبادرات الصحة والتعليم، وأكبر مشروع لإعادة بناء الريف المصري في تاريخه.
لكن أعظم ما تحقق بعد بيان 3 يوليو هو استعادة هيبة الدولة. فبعد سنوات من التسيّب والارتباك، عادت مصر دولة قوية بمؤسساتها، قادرة على اتخاذ قرارها، تحظى باحترام العالم، وتمسك بزمام المبادرة على المستويين الإقليمي والدولي.
الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يكن فقط قائد مرحلة انتقالية، بل رجل دولة بمقياس التاريخ، أعاد رسم صورة مصر الحديثة، وواجه التحديات بشجاعة وصدق، واضعًا أمامه هدفًا واحدًا، مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
لقد كان بيان 3 يوليو لحظة فاصلة، لكن الأهم أنه أصبح بداية لمسيرة لن تتوقف، نحو “الجمهورية الجديدة” التي تليق بمصر وشعبها وتاريخها.