أخبار

الأزهر يعزز الأمن والقيم لمواجهة تحديات العصر في أسبوع الدعوة بجامعة الزقازيق

 

خلال فعاليات اليوم الثاني للأسبوع الدعوي الرابع بجامعة الزقازيق، المنظم من قِبَل اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف تحت عنوان “الإنسان والقيم في التصور الإسلامي”، أكد الدكتور حسان محمد حسان، أستاذ أصول التربية بجامعة دمياط، على أهمية الأمن بمفهومه الشامل كضرورة لتحقيق الاستقرار والطمأنينة في حياة الأفراد والمجتمعات.

أوضح أن القرآن الكريم قدم معالجة متكاملة لجميع جوانب الأمن، بدءًا من الأمن الفردي والمجتمعي وصولاً إلى الأمن العالمي.

أشار حسان إلى أن القرآن تناول الأمن القومي بقوله تعالى: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، كما عالج الأمن بمفهومه المادي في قوله تعالى: “الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”، بالإضافة إلى الأمن الفكري والإيماني في قوله: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله”. وبهذه المعالجات، قدمت الشريعة الإسلامية منهجًا عمليًا لتحقيق الأمن في مختلف مجالات الحياة.

تحديات الأمن المجتمعي ودور القيم الإسلامية

أوضح الدكتور حسان أن هناك تحديات كبيرة تواجه الأمن المجتمعي، منها الحروب والنزاعات، انتشار الشائعات، الفقر، البطالة، الأمية، الإلحاد، والإدمان.

هذه التحديات تهدد استقرار المجتمع وتضعف قدرته على الصمود، ودعا إلى أهمية توعية الشباب بهذه المخاطر والعمل على معالجتها من خلال تعزيز القيم الإسلامية التي تمثل ركيزة أساسية لبناء مجتمع آمن ومستقر.

وتطرق إلى البنية القيمية للأمن المجتمعي في الإسلام، موضحًا أن قيم الأخوة، التكافل، الولاية بين المؤمنين، التواصي بالحق، والحب بين المسلمين، تسهم في بناء مجتمع متماسك ومستقر.

واستشهد بآيات قرآنية مثل قوله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة”، وقوله: “كأنهم بنيان مرصوص”. وأكد أن ترسيخ هذه القيم في المجتمعات يحقق الأمن والاستقرار.

قيم عالمية عرجاء مقابل القيم الإسلامية الراسخة

من جانبه، تناول الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، التحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية في ظل القيم العالمية السائدة.

اعتبر أن القيم العالمية الحديثة تعاني من ازدواجية واضحة وتركز على المادية البحتة، مشيرًا إلى ما يشهده العالم من عدوان مستمر، خاصة على غزة ولبنان.

شدد الهواري على أن القيم الإسلامية تتميز بصدقها وشموليتها، حيث تجمع بين الروح والعقل، وبين العلم والعمل، مما يضمن تحقيق التوازن في حياة الإنسان وأكد أن هذه القيم تمثل حصنًا منيعًا أمام محاولات الغزو الثقافي التي تهدف إلى استبدال القيم الإسلامية بقيم غربية دخيلة.

مخاطر الانفتاح غير المسبوق وضرورة التمسك بالفطرة السليمة

حذر الدكتور الهواري من المخاطر التي يحملها الانفتاح غير المسبوق الناتج عن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، والتي باتت تروج لسلوكيات وأفكار مرفوضة تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي.

أكد على أهمية تمسك الشباب بالفطرة السليمة التي خلقهم الله عليها، محذرًا من الانجراف نحو سلوكيات مرفوضة كالإلحاد والانتحار.

أشار الهواري إلى أن الإيمان يمثل الأمان الحقيقي للإنسان، مستشهداً بأحاديث نبوية وسيرة الرسول الكريم، التي توضح أهمية استغلال الفرص لتحقيق الخير والارتقاء بالنفس.

الأزهر في مواجهة التحديات الفكرية والسلوكية

خلال الندوة، أبدت الدكتورة نادية محمد الصاوي، عميدة كلية التربية الرياضية بنات بجامعة الزقازيق، تقديرها لعلماء الأزهر ودورهم في التواصل مع الشباب وتوعيتهم بمخاطر الأفكار المتطرفة والسلوكيات المنحرفة.

كما شارك في الندوة عدد من عمداء الكليات وأساتذة الجامعة، وأدارها الأستاذ محمد الدياسطي، عضو المركز الإعلامي بمشيخة الأزهر.

وتم فتح باب النقاش والأسئلة للطلاب، حيث أجاب الدكتور الهواري على استفسارات الحضور، مؤكدًا أهمية التمسك بالقيم الإسلامية في مواجهة تحديات العصر، مشيرًا إلى أن الإنسان يولد على الفطرة السليمة، إلا أن التدخل البشري قد يؤدي إلى انحرافها.

الأسبوع الدعوي الرابع: بناء الإنسان محور رئيسي

تأتي هذه الفعاليات ضمن الأسبوع الدعوي الرابع بجامعة الزقازيق، والذي يندرج تحت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي “بداية جديدة لبناء الإنسان”، تهدف المبادرة إلى وضع خريطة فكرية متكاملة تتناول بناء الإنسان من النواحي الفكرية، العقدية، والاجتماعية، مع التركيز على ترسيخ منظومة القيم والأخلاق في المجتمع.

شارك في الفعاليات نخبة من علماء الأزهر الشريف الذين قدموا رؤى متعمقة حول دور القيم الإسلامية في بناء المجتمعات وحمايتها من التحديات الفكرية والسلوكية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى