ظاهرة البحث عن زوجة عبر الفيسبوك، يراها البعض حيلة للإيقاع، بينما آخرين يعتبرونها وسيلة للزواج، خاصة مع التقدم التكنولوجي والانفتاح الرقمي، أصبح “الفيسبوك” وسيلة للتواصل الاجتماعي بين الناس، لكن مؤخراً برزت ظاهرة استخدامه للبحث عن زوجة من قبل الشباب، وهذه الظاهرة أثارت جدلًا واسعاً بين مؤيدين يرونها وسيلة مواكبة للعصر، ومعارضين يعتبرونها حيلة للإيقاع بالفتيات واستغلالهن.
«اليوم» ترصد تجارب وآراء المستخدمين
بينما يتحدث أحمد علي، 32 عاماً، عن تجربته الناجحة في العثور على شريكة حياته من خلال إحدى مجموعات الزواج على فيسبوك، تقول منى، ش، 28 عاماً، إنها تعرضت لمحاولة استغلال من شخص ادعى الجدية في الزواج ليكتشف لاحقاً أنه يبحث عن علاقة عابرة.
وفي استطلاع رأي سريع أجريناه على الفيسبوك، أبدى 80% من المشاركين تخوفهم من الظاهرة، بينما اعتبرها 20% وسيلة مبتكرة لتيسير الزواج.
وجهة نظر القائمين على الجروبات
يقول محمود عبد الله، مدير إحدى مجموعات الزواج الشهيرة، إن الجروبات تخضع لإشراف دقيق، مؤكداً أن الجدية هي شرط الانضمام، بينما تشير م، ح، مديرة مجموعة أخرى، إلى وجود تحديات تتمثل في التحقق من نوايا الأعضاء ومنع استغلال الفتيات.
عادات المجتمع وتقاليده
لا يزال المجتمع العربي يحتفظ بعادات تقليدية للزواج تعتمد على التعارف من خلال العائلة أو الأصدقاء، ويرى البعض أن اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي قد يعد خرقاً لهذه التقاليد، مما يثير حرجاً للبعض عند التفكير في هذه الخطوة.
رأي الشرع والدين
خلال اتصال هاتفي «لليوم» تحدث الشيخ حسين محمد، أحد علماء الأزهر الشريف، عن أن الوسائل لا تفسد الغايات، إذا كانت النوايا سليمة، وأكد أن استخدام مواقع التواصل بغرض الزواج لا حرج فيه شرعاً، بشرط الالتزام بالضوابط الأخلاقية والدينية، محذراً من الوقوع في محاذير شرعية مثل الخلوة الإلكترونية أو استغلال الفتيات.
نظرة مستقبلية
مع التطور الرقمي المتسارع، قد تصبح وسائل التواصل الاجتماعي بديلًا طبيعياً عن الطرق التقليدية للتعارف والزواج، ومع ذلك، يبقى الحل في تعزيز الوعي بين المستخدمين وضمان الجدية في التعامل، حتى تكون هذه الوسائل وسيلة بناء لا هدم.
ما بين مؤيد ومعارض، تبقى ظاهرة البحث عن زوجة عبر “فيسبوك” قضية معقدة تجمع بين تحديات العصر الحديث ومتطلبات التقاليد المجتمعية، ويبقى القرار في يد الأفراد، مع ضرورة الحذر والتمسك بالقيم والأخلاق.
