مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: بأمر السماء.. الطبيعة تنتقم من أمريكا

وقفت أكبر دولة في العالم، والقطب الأوحد، عاجزة على مُجابهة الحرائق، بعد أن أعلنت الطبيعة حربها عليها في لوس أنجلوس، ودمرتها بألسنة النيران الملتهبة، وكأنها رسالة إلى أمريكا بأن تعيد النظر في معاملتها في العالم، ولاسيما غزة وغيرها من دول العالم النامي الضعيف اقتصادياً، والمنهك صحياً.

وتكشر الطبيعة عن أنيابها وتشعل الرياح النيران، لينتشر الحريق في أرجاء لوس أنجلوس في مشهد كأنه نهاية العالم، وتمتد ألسنة نيرانها إلى الأحياء المجاورة، مثل حي “باسيفيك باليسايدس”، معلنة حرقه بالكامل دون أن يقدر عليها أحد، ويشتد غيظها لتغطي بدخانها سماء لوس أنجلوس، لتصل ليلها بنهارها، لتظهر معها عجز هؤلاء البشر الذين عاثوا في الأرض الفساد، بترسانتهم العسكرية وصولجانهم، وأموال الصهاينة التي صنعوا بها الفيروسات لقتل الناس بها في العالم الثالث، فصبَّ ربك عليهم صوت عذاب، لتعلن الطبيعة انتصارها على تلك الترسانة العسكرية الأمريكية، ويقف من أفلت بنفسه من تلك الحرائق وهو ينظر بكل حسرة إلى منزله الذي التهمته تلك النيران، وهو في ذهول تام مما حدث، فلا حول له ولا قوة، لينتقل بعد أن خسر كل شيء، إلى مركز إيواء يؤويه، وما عاد يمتلك أي متاع يستر جسده من البرد الشديد، وكأن مشهد فرعون مع موسى يتكرر، ولكن بشكل مختلف.

في هذه الأيام لم تفلح فرق الإطفاء في محاصرة تلك النيران المشتعلة، على الرغم من كم الطائرات المروحية التي تساعد عربات الإطفاء في عمليات إخماد الحريق، وذلك لشدة هبوب الرياح وسرعتها العاتية والشديدة، التي بلغت حدتها درجات عالية جداً وغير مسبوقة من قبل، وكأنها تعاند رجال الإطفاء وإظهار قلة حيلتهم في إطفائها، ومن العجيب أن لوس أنجلوس قبل هذا الحريق بعامين هطلت عليها الأمطار بشدة، مما جعل النباتات تكسو الغابات وكأنها تجهز لأمر جلل، والذي حدث فعلًا، بعدما كبرت النباتات وأصبحت طعاماً لتلك النيران التي كادت تلتهم الأخضر واليابس في أمريكا، خاصة في لوس أنجلوس، ووقوف الحياة بشكل تام بعد أن تسببت الحرائق في فرض حظر التجوال في المنطقة، لمنع عمليات النهب التي قد تتعرض لها المنازل التي لم تطالها ألسنة النيران.

وفي منظر مُهيب، تمتد تلك النيران إلى حي هيدن هيلز، وهذا الحي من المناطق الراقية في لوس أنجلوس، التي تقع بجوار مدينة كالاباسز، وكذلك تم إخلاء هوليوود؛ خوفًا من أن تطالها ألسنة النيران، والتي قد توقف فيها تصوير أي فيلم أو مسلسل خلال هذه الفترة، مع غلق متنزه يونيفرسال ستوديوز الترفيهي، لتكون الخسائر الاقتصادية فادحة، تصل إلى 150 مليار دولار حسب تقرير نشرته صحيفة واشنطون بوست يوم الجمعة الماضي، وقد تصل إلى نسبة 4% من الناتج المحلي لكاليفورنيا، بعد انهيار عدد هائل من المباني قد يصل إلى عشرة آلاف منزل، واحتراق كثير من الأفدنة، في كل من إتون، وكيديث، وهيرست، وليديا، وآرتشر، فهل تخمد الحرائق، أم تنتظر إعلان وقف الحرب في غزة؟ سترد الطبيعة ونعرف منها الإجابة خلال الأيام المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights