قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر إن العزيمة على العمل وتطوير المهارات العلمية والعملية لا يتحققان إلا بالجمع بين العلم والعمل.
جاء ذلك في رده على سؤال حول كيفية تقوية العزيمة على العمل، وكيفية التوفيق بين السعي لتحقيق النجاح في الدنيا وطاعة الله والعمل للآخرة، خلال حلقة برنامج “الطريق إلى الله” المذاع على قناة “الناس”.
وأوضح مهنا أن العلم هو الأساس الذي يبني عزيمة الإنسان، وأنه بمثابة الوقود الذي يشحذ القوة الداخلية للشخص.
وقال: “العلم يبدأ كمعرفة، ثم يتحول إلى قناعة عقلية، وبعد التأمل يصبح قناعة قلبية، ليصبح عقيدة راسخة تجعل العمل أسهل وأيسر”.
العلم بلا عمل: وسيلة بلا غاية
وأشار مهنا إلى أن العلم لوحده لا يكفي، بل يجب أن يقترن بالعمل لتحقيق أهدافه وأضاف: “العلم بلا عمل هو وسيلة بلا غاية.
العمل هو النتيجة الطبيعية للعلم، واليقين لا يتقوى بمجرد المعرفة، بل بالعمل”.
وأوضح أن العبادة في الإسلام ليست مجرد زيادة في مكانة الله عز وجل، بل هي وسيلة لتحقيق معرفة أعمق بالله.
وأضاف: “العبادات في الإسلام تحول الإنسان من حال إلى حال أفضل، والشخص الذي يعبد الله ويعمل بعلمه يصبح أكثر قدرة على التصرف بحكمة، ويكتسب القدرة على مواجهة التحديات وتحقيق النجاح”.
التوازن بين السعي في الدنيا والآخرة
وفيما يخص كيفية التوفيق بين العمل في الدنيا وطلب الآخرة، أكد مهنا أن المؤمن يجب أن يسعى في الدنيا بعلم وعمل، مع التذكر الدائم أن العمل يجب أن يكون هدفه الأساسي عبادة الله.
وقال: “من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن، يجب عليه أن يسعى في الدنيا بنية الطاعة والعمل للآخرة”.
وأضاف أن العمل والعبادة لا يجب أن يكونا متناقضين، بل هما طريقان يؤديان إلى تحقيق التوازن بين السعي للدنيا والعمل للآخرة “إذا جعلت كل عمل في حياتك عبادة يتقرب بها إلى الله، فإنك بذلك تكون قد جمعت بين النجاح في الدنيا والآخرة”.
النية والتوجه نحو الله في كل عمل
أكد مهنا على أهمية النية في كل عمل، مشيرًا إلى أن العمل الذي يصحبه نية صافية لرضا الله يتحول إلى عبادة مهما كانت طبيعته.
وقال: “النية الصادقة تحول أي عمل دنيوي إلى عبادة، وهذا هو سر التوازن بين حياتنا اليومية وبين طلب الآخرة”.
العمل عبادة إذا كانت النية صافية لله
وأكد أن التوازن بين العمل في الدنيا والطاعة لله في الآخرة يتحقق عندما يكون الإنسان صادقًا في نيته.
وأضاف: “إذا كانت نيتك في العمل هي عبادة الله، فإن كل خطوة في حياتك تصبح طريقًا للنجاح في الدنيا ولعزة في الآخرة مشيرا إلى أن العلم والعمل يجب أن يكونا مدعومين بالإيمان الصادق، وأن العبادة الحقيقية لا تقتصر على الطقوس الدينية فقط، بل تشمل كل عمل يومي يُؤدى بنية صافية لله.
