شهدت القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الإفريقي، السبت، المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، انتخاب وزير الخارجية الجيبوتي، محمود علي يوسف، رئيسًا جديدًا لمفوضية الاتحاد الإفريقي، خلفًا للتشادي موسى فقيه، بعد سبع جولات من التصويت، ما يعكس المنافسة الشديدة التي شهدتها الانتخابات.
وجرى التصويت خلال الجلسة المغلقة للقادة الأفارقة، حيث حصل محمود علي يوسف على 33 صوتًا من أصل 55، متجاوزًا منافسيه الرئيسيين، الكيني رايلا أودينغا والملغاشي ريتشارد راندرياماندراتو.
ويأتي انتخابه في وقت حساس، حيث يواجه الاتحاد الإفريقي تحديات سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة، مثل استمرار الصراعات المسلحة في منطقة الساحل والبحيرات الكبرى والقرن الإفريقي، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية التي تؤثر على العديد من دول القارة.
محمود على يوسف
ويبلغ محمود علي يوسف من العمر 59 عامًا، وشغل منصب وزير الخارجية في جيبوتي منذ عام 2005، حيث لعب دورًا محوريًا في السياسة الخارجية لبلاده، وساهم في تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الإفريقية والعالمية.
قبل ذلك، كان سفيرًا لجيبوتي في مصر بين عامي 1997 و2001، ما أكسبه خبرة دبلوماسية واسعة في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.
على مدار مسيرته، لعب دورًا بارزًا في المفاوضات الإقليمية، بما في ذلك الوساطة في النزاعات في منطقة القرن الإفريقي، والمشاركة في جهود تحقيق الاستقرار في الصومال، إضافة إلى المساهمة في تعزيز التعاون بين دول شرق إفريقيا في مجالات الأمن والتنمية.
تحديات في انتظاره
يواجه الرئيس الجديد لمفوضية الاتحاد الإفريقي تحديات متعددة، أبرزها تعزيز السلام والأمن في القارة، والعمل على تحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ودعم جهود مكافحة الإرهاب، إضافة إلى إصلاح مجلس السلم والأمن الإفريقي، وتطوير أداء الاتحاد وفقًا لأجندة 2063 التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في القارة.
كما شدد يوسف، في تصريحاته بعد انتخابه، على أهمية الاستقلال المالي للاتحاد، مشيرًا إلى أن أكثر من ثلثي ميزانية الاتحاد تعتمد على المساعدات الخارجية، مما يحد من استقلالية قراراته.
وتعهد بالعمل على تعزيز قدرة الدول الأعضاء على تمويل أنشطة الاتحاد بشكل أكبر، لتقليل الاعتماد على الدعم الأجنبي.
القضية الفلسطينية
أعرب محمود علي يوسف عن دعمه للقضية الفلسطينية، ورفضه أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدًا موقف بلاده الثابت تجاه القضية.
كما أبدى استعداده للعمل على تعزيز دور الاتحاد الإفريقي في القضايا الدولية، والمساهمة في إيجاد حلول للأزمات العالمية، خاصة تلك التي تؤثر على الدول الإفريقية.
ويُتوقع أن يكون انتخاب محمود علي يوسف خطوة جديدة في مسيرة الاتحاد الإفريقي نحو تعزيز الوحدة والاستقرار في القارة.
وستكون فترة رئاسته للمفوضية اختبارًا لقدرة الاتحاد على معالجة التحديات الإقليمية والدولية بفعالية وحزم، مع التركيز على تعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي بين الدول الأعضاء، ودفع عجلة التنمية في إفريقيا نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
