رمضان عبد المعز: الصحابة ضربوا أروع الأمثلة في الوفاء والتضحية

أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن منع الناس من أداء العبادة في بيوت الله من أشد أنواع الظلم، مستشهدًا بقول الله تعالى: “ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه”، موضحًا أن أشد الظلم هو التصدي لمن يريد التقرب إلى الله، سواء بمنعه من الصلاة أو العمرة أو أي عبادة أخرى.
وأضاف الشيخ عبد المعز، خلال حديثه في برنامج “لعلهم يفقهون”، المذاع على قناة DMC، أن هذا الأمر ليس مجرد ظلم، بل هو “أظلم”، لأن الإنسان الذي يمنع غيره من أداء العبادة يتجاوز حدود الظلم العادي إلى مستوى أعظم من الفجور والعدوان.
حادثة الحديبية.. درس في الوفاء والإخلاص
استعرض الداعية الإسلامي موقفًا تاريخيًا يعكس أخلاق الصحابة ووفاءهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أنه في السنة السادسة للهجرة، خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه لأداء العمرة، ولكن المشركين منعوهم من دخول مكة، رغم أنهم لم يأتوا لقتال أو نزاع.
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه للتفاوض مع قريش، لأنه كان معروفًا بحكمته ودبلوماسيته، وكان التفاوض مع أبي سفيان، زعيم قريش، الذي كان من نفس قبيلة عثمان (بني أمية).
وخلال اللقاء، حاول أبو سفيان إقناع عثمان بأن يطوف بالكعبة وحده، لكنه رفض بشدة وقال: “ما كان لابن عفان أن يطوف بالبيت ورسول الله ممنوع منه”.
أشار الشيخ رمضان عبد المعز إلى أن هذا التصرف يعكس أعلى درجات الوفاء والولاء للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث رفض عثمان أن ينال ميزة خاصة على حساب النبي وأصحابه.
الصحابة والوفاء المطلق للنبي صلى الله عليه وسلم
علق الشيخ عبد المعز على موقف عثمان بن عفان قائلاً:
“لو كان هذا الموقف في زماننا، ربما كان البعض سيأخذ صورة سيلفي داخل الكعبة ويقول: ‘لقد دخلت قبل الجميع’، لكن الصحابة كانوا نموذجًا للوفاء والإخلاص، ولم يفكروا لحظة في مصالحهم الشخصية، بل كانوا يضعون النبي صلى الله عليه وسلم فوق كل اعتبار.”
وأضاف أن الوفاء الذي أظهره عثمان كان سمة عامة بين الصحابة، حيث إنه عندما انتشرت شائعة بأن عثمان قد قُتل في مكة، سارع الصحابة إلى مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة السَّمُرة في الحديبية على القتال حتى الموت دفاعًا عن الإسلام.
وأشار إلى أن هذا الحدث يبرز روح التضحية والوفاء التي تحلى بها الصحابة، حيث لم يكن ولاؤهم مجرد كلمات، بل كانوا مستعدين لتقديم أرواحهم نصرة لدين الله ودفاعًا عن نبيهم.
دروس من الحديبية.. التوكل والإخلاص أساس النجاح
اختتم الشيخ رمضان عبد المعز حديثه بتأكيد أن حادثة الحديبية مليئة بالدروس والعبر، أبرزها:
1. الوفاء والإخلاص: كما فعل عثمان بن عفان، الذي رفض التميز عن النبي وأصحابه رغم الفرصة المتاحة.
2. التضحية في سبيل الله: حيث كان الصحابة على استعداد لمواجهة الموت دفاعًا عن دينهم.
3. التوكل على الله: فبالرغم من صعوبة الموقف، كان النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا بأن الله سيجعل لهم مخرجًا، وهو ما حدث لاحقًا بصلح الحديبية، الذي كان فتحًا عظيمًا للإسلام.
ودعا الشيخ رمضان عبد المعز المسلمين إلى الاقتداء بأخلاق الصحابة، والتحلي بالوفاء والإخلاص في جميع أمور حياتهم، سواء في الدين أو التعاملات اليومية، لأن الإخلاص والتوكل على الله هما مفتاح النجاح والفلاح.
لمتابعة حديث الشيخ رمضان عبد المعز كاملًا، يمكن مشاهدة الفيديو عبر الرابط التالي: