نجل الشيخ مصطفى إسماعيل في حوار لـ «اليوم»: بساطة والدي سر عبقريته.. وجدتي رأت في منامها أنه قارئ الملك فاروق
عاطف مصطفى إسماعيل: سلَّمنا إذاعة القرآن الكريم تلاوات لم تذع من قبل منعا لتكرارها في شهر رمضان

حوار- محمود عرفات
يعد الشيخ مصطفى إسماعيل من كبار القراء المؤثرين في دولة التلاوة، حيث استحوذ على قلوب المستمعين بصوته الأخّاذ وأدائه النغمي الفريد، وهذا ما جعله القارئ المفضل لدى الملوك والرؤساء، فلقد ذاع صيته داخل مصر وخارجها حتى أُطلق عليه “قارئ مصر الأول”.
وفي هذا الإطار كان لنا هذا الحوار مع “عاطف مصطفى إسماعيل” نجل القارئ، والذي يسرد لنا الجوانب الفنية والشخصية في حياة قارئ الملوك والرؤساء.
بعد مرور 46 عاما على رحيل الشيخ مصطفى إسماعيل ما هو السر وراء عبقريته المؤثرة في الأجيال المتعاقبة؟
قال المهندس عاطف نجل الشيخ مصطفى إسماعيل إن عبقرية والده لم تأت كونه صاحب صوت جميل أو أدائه في النغم عجيب، بل إن عبقريته تكمن في كونه كان بسيطا محبا للناس، لافتا إلى أن قرائته بين الناس كانت الحافز الأكبر وراء هذه العبقرية، مؤكدًا أنه كان يحب أن يقرأ وسط الناس أكثر من استديوهات الإذاعة، وكان له مقولته الشهيرة: “القرآن أنزل للناس، وأنا بحب أقرأ مع الناس”.– عبقرية الشيخ مصطفى إسماعيل في المقامات كانت ولا زالت هي الأبرز في تلاوة الشيخ.. حدثنا أكثر عنها، وهل تعلمها الشيخ أم لا؟
وأوضح أن والده أعطاه الله هبة كأنه ولد متعلما للموسيقى، مشيرًا إلى أن أغلب الموسيقيين كانوا على علاقة به، وكانوا يتعجبون من قدرته على النغم بهذا الشكل، لافتا إلى أنه ذات مرة ذهب لزيارة الموسيقار محمد عبد الوهاب فأعطاه عودًا وقال له: “يلا اضرب وقول زي الشيخ علي محمود”، لكن والده أكد أنه لا يعلم عن الموسيقى شيئا، فما كان من عبد الوهاب إلا أن قال له: غريب الشكل، أومال بتقرأ كده ازاي”، مؤكدًا أنه والده لم يتعلم الموسيقى، وأن وتعليمه جاء عن طريق السميعة فقط.. وتابع قائلًا: أنا جلست مع السيدة أم كلثوم وقالت لي: ” ما عند والدك لم نره في مقرئ أو مطرب من قبل”.
– كيف قمتَ بتجميع تراث الشيخ مصطفى إسماعيل بهذا الحجم الهائل من أماكن مختلفة، وهل ساعدك أحد في ذلك؟
وأضاف أنه لم يكن وحده الذي قام بتجميع التراث، بل هناك رجال ساهموا بوقتهم في جمع تراثه، أبرزهم “إبراهيم قاسم”، مشيرًا إلى أنه وجد أن تراث والده مهدد بالانقراض، ولم يجد في بيتهم سوى تلاوة سورة يوسف فقط، وكلما عرض على أبيه كان يبادره بقول: با ابني أنا مش فاضي، المهم الناس تسمع”، متابعًا أنه بدأ طريقه نحو جمع التلاوات من كل الأماكن حتى وصل إلى هذا التراث.
وعن التراث المفقود للشيخ أوضح: تلاوات القصر الملكي بالكامل جمعها “حسن باشا حلمي” كان في الديوان الملكي، واستحوذ على جميعها ولم نأخذ منها غير تلاوة سورة النساء، مؤكدًا أنه عرض عليه مبلغا من المال ولكنه رفض، مضيفا أنه ذهب إلى عائلته بعد وفاته لكنهم رفضوا أيضا أن يعطوه التسجيلات.
هل هناك بالفعل تلاوات جديدة ستعرض في قرآن مغرب شهر رمضان لم تذع في إذاعة القرآن الكريم من قبل؟
وأكد أن تراث والده كبير والإذاعة تعرض كل عام نفس التلاوات، مشيرًا إلى أن عدد قليل من التلاوات الذي يذاع وهو لا يتساوى مع حجم التراث، مؤكدًا أن الأسرة متمثلة فيه أعطت أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام تلاوات جديدة لم تذع من قبل، وعددهم 18 تلاوة، وهو بدوره وجه إذاعة القرآن بالاستفادة بهم في قرآن المغرب في شهر رمضان، حتى يكون هنا تنوعا يليق بالمستمعين.
– لقب الشيخ مصطفى إسماعيل بقارئ مصر الأول، هل هو لقب رسمي حصل عليه، أم هذا مجرد اعتراف من المستمعين بأفضليته؟
وأشار إلى إن والده كان لا يفرق معه الألقاب والمسميات، وذات مرة تواصلت شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات لبيع الأسطوانات معه لإمضاء عقد، فكتبوا أمام اسمه لقب “قارئ مصر الأول”، مؤكدًا أن والده انزعج كثيرا وقال لا، أنا خادم القرآن ولا يوجد شيء اسمه الأول”، متابعا أنه حينما رجع إليهم أبلغوه أن الأمر خرج من أيديهم وأصبح رسميا، أي أن اسمه في المحافل الرسمية لا بد أن يذكر قبله “قارئ مصر الأول”.
ما هي قصة دفن الشيخ مصطفى إسماعيل في بيته؟
وعن دفن الشيخ مصطفى إسماعيل في بيته قال إنه يدرس في ألمانيا، وفي أحد الأيام سافر والده إليه، وتوجهنا إلى زيارة أحد الأمراء في قلعته، ورأينا هناك مقبرة كبيرة، ودل الأمير أبي أن أجداده مدفونين في هذا المكان، متابعا أنه تحدث إلى والده عن رأيه في أن يبني لهم مقبرة بجوار المنزل، فأجاب والده بأن هذه من أمنياته التي يود تحقيقها.
وتابع حديثه قائلا إنه بعد وفاة أبيه أتت فكرة مقبرة ألمانيا تحدث إلى عمه الذي كان يعمل آنذاك طببيا في القوات المسلحة عن رغبته في تحقيق أمنية والده، وهو بدوره تحدث إلى صديقه الفريق كامل حسن رئيس الوزراء في هذا الوقت الذي أبلغ الرئيس السادات الصديق المقرب للشيخ مصطفى، فأصدر قرارا بالموافقة، وأقام لأبي جنازة رسمية مهيبة تحت إشراف رئاسي.