كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن سد النهضة الإثيوبي ممتلئ بكامل سعته التخزينية، لكنه لا يعمل على توليد الكهرباء بفعالية، حيث لم تُسجل أي دلائل على تشغيل التوربينات رغم التصريحات الرسمية الإثيوبية.
وأوضح شراقي أن إثيوبيا تمر حاليًا بموسم الجفاف، حيث لا يتجاوز متوسط الإيراد اليومي من المياه 20 مليون متر مكعب في فبراير، وسينخفض إلى 16 مليون متر مكعب في مارس، وهي كميات غير كافية لتشغيل التوربينات.
وأكد أن مخزون البحيرة البالغ 60 مليار متر مكعب عند منسوب 628 مترًا منذ 5 سبتمبر الماضي لم يتناقص، مما يشير إلى عدم التشغيل الفعلي للتوربينات.
وأضاف أن مشاهدة الدوامات المائية أمام بوابات التوربينات لا تعني بالضرورة توليد الكهرباء، إذ يمكن أن يكون ذلك مجرد تصريف للإيراد اليومي عبر أنفاق السد لإعطاء انطباع بأن التوربينات تعمل، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي في أغسطس الماضي أن السد اكتمل إنشائيًا وأن هناك أربعة توربينات تعمل، مع وعد بتركيب ثلاثة أخرى بحلول ديسمبر 2024.
نشاط زلزالي متزايد
وأشار شراقي إلى أن منطقة الأخدود الإثيوبي لا تزال تشهد نشاطًا زلزاليًا، حيث سجلت اليوم 2 فبراير زلزالًا بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر، على عمق 10 كم.
كما بلغ إجمالي الزلازل التي تجاوزت قوتها 4 درجات منذ بداية عام 2024 نحو 117 زلزالًا، بالإضافة إلى 57 زلزالًا خلال الأيام الأخيرة من ديسمبر 2023.
وأوضح أن الزلازل تتراوح قوتها بين 4.3 و5.8 درجة، وتقع على بعد 500-600 كم من سد النهضة، مما يعني أنها لا تشكل تهديدًا مباشرًا حاليًا، إلا إذا زادت قوتها واقتربت من موقع السد، كما أشار إلى أن النظام الزلزالي الناجم عن سد النهضة نفسه لم يبدأ بعد.
تسريب المياه
وأكد شراقي أن عملية تسريب المياه من خزان سد النهضة خلال السنوات الخمس الماضية قد تكون عاملاً في زيادة النشاط الزلزالي بالمنطقة، حيث يتسبب أخدود النيل الأزرق العميق في انتقال المياه من بحيرة السد إلى الأخدود الإثيوبي القريب من منطقة الزلازل.
وشدد على أن غياب التعاون العلمي بين الدول المعنية حال دون إجراء دراسات لتحديد كمية المياه المتسربة، وسرعة حركتها الجوفية، وتأثيرها على النشاط الزلزالي في محيط السد.
