عرب-وعالم

تصعيد خطير.. إسرائيل تكثف غاراتها على دمشق وتتوسع عسكريًا في جنوب سوريا

واصلت إسرائيل تصعيدها العسكري في سوريا بشن غارات جديدة اليوم الخميس، استهدفت مواقع في العاصمة دمشق، حيث استهدف القصف مبنى سكنيًا في مشروع دمر على أطراف المدينة. ووفقًا لمصادر محلية، هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى الموقع وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى، فيما لم تصدر الجهات الرسمية السورية بيانًا حول الحصيلة الدقيقة للخسائر.

أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الغارات الأخيرة استهدفت “هدفًا مهمًا” في دمشق، زاعمة أن المواقع المستهدفة تعود لحركة الجهاد الإسلامي، في إطار ما وصفته إسرائيل بـ”جهودها لضرب التهديدات التي تنطلق من الأراضي السورية”.

يأتي هذا الهجوم في سياق سلسلة من الضربات التي نفذها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، حيث قصف، يوم الثلاثاء الماضي، مواقع عسكرية ومقرات قيادة في جنوب سوريا، شملت مقرات تحتوي على آليات عسكرية ووسائل قتالية، بالإضافة إلى مواقع رادارات ومنظومات رصد استخبارية.

ووفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي، فإن وجود هذه المنظومات في جنوب سوريا يشكل تهديدًا مباشرًا على إسرائيل، مما استدعى استهدافها بغارات مكثفة. كما شنت إسرائيل، مساء الاثنين، غارات على مواقع عسكرية في محيط جباب وإزرع بريف درعا، حيث استهدفت الفوج 89 في بلدة جباب واللواء 12 في مدينة إزرع.

توغل إسرائيلي غير مسبوق في درعا

في تطور لافت، شهد ريف درعا الشمالي توغلًا إسرائيليًا هو الأول من نوعه داخل الأراضي السورية منذ سنوات، تزامنًا مع تحليق مكثف للطيران المروحي والاستطلاعي الإسرائيلي. وأكدت مصادر محلية أن عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية، بما فيها جرافات ومدرعات، دخلت إلى مواقع عسكرية استراتيجية في تل المال شمال درعا، بينما قطعت قوات أخرى طرقًا حيوية بين بلدتي مسحرة والطحية، مما أثار مخاوف من عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة.

كما أفاد عمر عقله، أحد وجهاء المنطقة الجنوبية، في تصريحات لـ”سبوتنيك”، أن التوغل الإسرائيلي وصل إلى عمق لم يسبق له مثيل منذ بداية النزاع السوري، موضحًا أن المناطق التي استهدفتها القوات الإسرائيلية تشرف جغرافيًا على محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق، مما يجعلها ذات أهمية استراتيجية.

وأضاف عقله أن القوات الإسرائيلية قامت فجر اليوم بتدمير عدة مواقع عسكرية بريف درعا الشمالي، شملت مستودعات أسلحة وذخائر، قبل أن تنسحب مجددًا نحو المنطقة العازلة في ريف القنيطرة.

وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي استدعى تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود السورية، مع تزايد المؤشرات على نية توسيع عملياته في ريفي درعا والقنيطرة خلال الأيام القادمة، وفقًا للتطورات الميدانية والسياسية.

ومنذ ديسمبر الماضي، بدأت القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات توغل داخل الأراضي السورية خارج نطاق المنطقة العازلة، حيث تمكنت من السيطرة على نحو 95% من محافظة القنيطرة وأجزاء واسعة من ريف درعا الغربي، خصوصًا منطقة حوض اليرموك.

وخلال الأشهر الأخيرة، أنشأت إسرائيل عدة نقاط عسكرية في مواقع استراتيجية، من بينها سفوح جبل الشيخ، مما أتاح لها الإشراف ناريًا على مناطق واسعة تمتد إلى درعا والقنيطرة وريف دمشق، وسط تحذيرات من تصعيد أكبر في الفترة المقبلة.

ردود الفعل الدولية واحتمالية التصعيد

حتى الآن، لم يصدر أي رد فعل رسمي من دمشق أو حلفائها بشأن الهجمات الأخيرة، لكن من المتوقع أن يؤدي هذا التصعيد إلى مزيد من التوترات في المنطقة. وتأتي هذه الغارات في وقت تشهد فيه سوريا تحركات دبلوماسية مكثفة، وسط تقارير عن محاولات لإعادة ترتيب المشهد السياسي والعسكري في الجنوب السوري.

في ظل هذا التصعيد الإسرائيلي المتواصل، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى قدرة دمشق على الرد، وما إذا كانت هذه الضربات تمهد لتحرك إسرائيلي أوسع في الجنوب السوري، أو تأتي ضمن سياسة “الضربات الاستباقية” التي تنتهجها إسرائيل ضد ما تعتبره تهديدًا لأمنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى