قبل ساعات قليلة من السحور، وفي ليلة هادئة من شهر رمضان، تحولت منطقة وسط البلد إلى ساحة من الذعر والارتباك، بعدما اندلعت النيران في مبنى المعامل المركزية التابع لوزارة الصحة والسكان، ما أثار حالة من الفزع بين المارة والعاملين بالمبنى.
بدأت ألسنة اللهب تتصاعد قرابة الساعة الواحدة صباحًا، عندما لاحظ بعض المارة في شارع الشيخ ريحان تصاعد الدخان الكثيف من أحد الطوابق العليا بالمبنى، وسرعان ما انتشر الحريق بشكل مخيف، ما دفع المتواجدين إلى إطلاق نداءات استغاثة، بينما بدأ الموظفون في الخروج وسط حالة من الفوضى.
هرعت سيارات الإطفاء إلى الموقع، لكن رجال الحماية المدنية واجهوا صعوبة في السيطرة على النيران، خاصة مع انتشارها السريع في أنحاء المبنى، ومع ذلك، وبعد أكثر من ثلاث ساعات من العمل المتواصل، تمكنت فرق الإطفاء من احتواء النيران، لتبدأ بعدها عمليات التبريد لضمان عدم تجدد الاشتعال.
مع بدء السيطرة على الموقف، وصل اللواء إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة إلى موقع الحادث للإشراف على عمليات الإطفاء، مؤكدًا أن الحريق لم يمتد إلى المباني المجاورة، وأن الفرق المختصة تعمل على تبريد الموقع بالكامل.
وأشار إلى أن الحادث لم يسفر عن خسائر بشرية، وهو ما طمأن المواطنين، لكنه أكد في الوقت نفسه وجود خسائر مادية كبيرة، خاصة في الأقسام التي طالها الحريق داخل المعامل.
في أعقاب السيطرة على الحريق، أعلنت الجهات المختصة بدء تحقيق موسع لكشف ملابساته، حيث تم التحفظ على كاميرات المراقبة واستدعاء عدد من الشهود، كما تم تشكيل لجنة هندسية لفحص المبنى وتقييم الأضرار الناتجة عن الحادث.
وأكد المسؤولون أنه لن يتم التهاون مع أي جهة يثبت تقصيرها، مشددين على اتخاذ كافة الإجراءات لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا، مع العمل على إصلاح الأضرار الناجمة بأسرع وقت ممكن.
