طرحت الولايات المتحدة وإسرائيل مقترحًا على مسؤولين في السودان والصومال وأرض الصومال لمناقشة إمكانية إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة في أراضيهم.
ويأتي هذا المقترح في ظل تصاعد الحديث عن مستقبل القطاع بعد الحرب الإسرائيلية المستمرة، وسط مخاوف فلسطينية وعربية من محاولات تهجير السكان بشكل دائم.
رفض سوداني وصومالي
أكد مسؤولون سودانيون رفضهم القاطع للمقترح الأمريكي، مشددين على عدم إمكانية استيعاب سكان من غزة في الأراضي السودانية، بينما قال مسؤولون في الصومال وأرض الصومال إنهم لم يتلقوا أي اتصالات رسمية بهذا الشأن.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الصومالي، أحمد معلم فقي، الجمعة، بأن بلاده ترفض أي مقترح من شأنه تقويض حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام على أرض أسلافه. وأضاف أن الصومال يرفض أيضًا أي خطة تتضمن استخدام أراضيه لإعادة توطين سكان آخرين، مؤكدًا موقف بلاده الداعم للحق الفلسطيني.
أما وزير خارجية أرض الصومال، عبد الرحمن ظاهر أدان، فقد نفى تلقي أي مقترح رسمي من الولايات المتحدة أو إسرائيل بشأن إعادة توطين فلسطينيين من غزة، حيث قال: “لم أتلقَ أي مقترح بهذا الشأن، ولا توجد محادثات مع أي جهة بشأن الفلسطينيين”.
تصاعد المخاوف الفلسطينية
ويأتي هذا التطور في أعقاب تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشار إلى رغبته في إعادة توطين سكان غزة خارج القطاع كحل للأزمة.
وكان ترامب قد اقترح في وقت سابق سيطرة الولايات المتحدة على غزة لإعادة إعمارها، معتبرًا أن تحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” قد يكون خيارًا مستقبليًا.
لكن هذه التصريحات أثارت قلقًا واسعًا بين الفلسطينيين، الذين يرون في مثل هذه الخطط محاولة لتهجيرهم بشكل دائم.
وأكدت حركة حماس أن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه، وأن القادة العرب أكدوا خلال قمة فلسطين في القاهرة رفضهم الكامل لهذا المقترح.
وفي تصريح للأمم المتحدة، قال المتحدث باسم المنظمة في جنيف، ميشيل زاكيو، إن أي خطة تؤدي أو قد تؤدي إلى التهجير القسري للسكان، أو أي نوع من التطهير العرقي، مرفوضة تمامًا لأنها تخالف القانون الدولي.
رفض عربي
وفي محاولة لمواجهة هذه المقترحات، وافق الزعماء العرب، بمن فيهم زعيما السودان والصومال، خلال قمة القاهرة الأخيرة على خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار، على أن تستغرق عملية التنفيذ خمس سنوات.
وتهدف هذه الخطة إلى إعادة بناء القطاع ومنع أي محاولات لتهجير سكانه، وفق ما أكده مسؤولون عرب.
ويأتي هذا الموقف العربي في تناقض مباشر مع رؤية إدارة ترامب، التي تسعى إلى البحث عن حلول خارج حدود غزة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون والمجتمع الدولي.
وفي تصريحات متضاربة، الأربعاء الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن “لن يُطرد أي فلسطيني من قطاع غزة”، وهو ما اعتبره مراقبون تراجعًا عن تصريحاته السابقة التي ألمح فيها إلى ضرورة ترحيل الفلسطينيين إلى دول مجاورة أو إلى خارج المنطقة تمامًا.
