عرب-وعالم

احتجاجات في إسرائيل ضد استئناف حرب غزة وعودة بن غفير..وفصل ضباط رفضوا القتال

شهدت إسرائيل، اليوم الأربعاء، موجة احتجاجات واسعة ضد سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي أدت إلى استئناف الحرب في قطاع غزة وإعادة إيتمار بن غفير إلى منصب وزير الأمن القومي.

احتجاجات واسعة في القدس

انطلقت مسيرة حاشدة في مدينة القدس، حيث أعرب المتظاهرون عن رفضهم القاطع لاستمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، مطالبين بإبرام صفقة تضمن إطلاق سراح بقية الرهائن المحتجزين في القطاع. وأكد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، أن الحكومة الحالية فاقدة للشرعية، داعياً الإسرائيليين إلى الخروج في مظاهرات حاشدة رفضًا لسياسات الحكومة، وكذلك للاحتجاج على إقالة رئيس جهاز الأمن العام (شاباك) رونين بار.

وفي تصريحاته، وصف لابيد حكومة نتنياهو بأنها غير شرعية، معتبرًا أن الحل الوحيد يكمن في توحيد صفوف الشعب للضغط على الحكومة. كما شدد على أهمية إنشاء لجنة تحقيق رسمية للنظر في الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، إضافةً إلى ضرورة فرض التجنيد الإلزامي على الحريديم وحماية النظام القانوني.

إقالة ضابطين بسبب اعتراضهما على الحرب

في سياق متصل، قررت السلطات الإسرائيلية فصل ضابطي احتياط من الجيش بعد اعتراضهما على استئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وفقًا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، تم فصل الضابط مايكل ماجر، الذي يعمل في مديرية الاستخبارات العسكرية، بعد نشره بيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي يعبر فيه عن رفضه للقتال في غزة، واصفًا الحكومة الإسرائيلية بأنها “خائنة”. وفي منشور لاحق، أعلن ماجر أنه تم فصله رسميًا من الخدمة العسكرية الاحتياطية.

كما تم فصل ضابط احتياط آخر في سلاح الجو الإسرائيلي لنشره تعليقًا مماثلًا يعارض استمرار الحرب. وأعادت هذه التطورات إلى الأذهان الاحتجاجات السابقة التي شهدتها إسرائيل عندما هدد مئات من جنود الاحتياط، بمن فيهم العديد من أفراد سلاح الجو، بعدم الالتحاق بالخدمة العسكرية بسبب سياسات الحكومة.

انتقادات دولية لعودة الحرب

واجه قرار استئناف العمليات العسكرية في غزة انتقادات دولية واسعة، حيث أعربت فرنسا وبريطانيا وألمانيا عن معارضتها القوية لهذه الخطوة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف استئناف الضربات الإسرائيلية بأنه نكسة كبيرة، محذرًا من أنه لا يوجد حل عسكري للصراع. كما دعا إلى وقف فوري للأعمال القتالية واستئناف المفاوضات تحت رعاية أميركية.

بدوره، أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن قلقه البالغ إزاء استئناف الحرب، مؤكدًا أن المشاهد القادمة من غزة صادمة، خاصةً صور الأهالي وهم يحملون أطفالهم المصابين إلى المستشفيات.

أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، فقد اعتبرت أن الغارات الإسرائيلية تبدد الآمال في وضع حد لمعاناة الفلسطينيين والإسرائيليين. ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى المحادثات، مشددة على ضرورة احترام القانون الإنساني.

إلى جانب ذلك، انتقدت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، القصف الإسرائيلي، معتبرةً أنه غير مقبول، وكشفت أنها سألت وزير الخارجية الإسرائيلي عن أسباب تصعيد العمليات العسكرية في غزة.

وتعكس هذه التطورات حالة التوتر الداخلي في إسرائيل بسبب استمرار الحرب، فضلًا عن الضغط الدولي المتزايد لوقف القتال. ومع تصاعد الاحتجاجات، يظل مستقبل الحكومة الإسرائيلية على المحك وسط تحديات سياسية وأمنية متزايدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى