وظائف العقل في الدين.. رؤية علمية من منظور د. علي جمعة

يقدم لكم موقع “اليوم” تفاصيل هامة حول وظائف العقل في الدين، وفق رؤية الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، الذي تناول في حلقة من بودكاست “مع نور الدين”، المذاع على قناة الناس، كيفية عمل العقل وأدواره في الإدراك والتكليف الشرعي.
📺 لمتابعة الحلقة كاملة: اضغط هنا
العقل وأركانه الأساسية
تناول علماء الكلام والفلسفة مفهوم العقل بوصفه منظومة متكاملة، تتكوّن من أربعة عناصر رئيسية:
- الدماغ: وهو مركز التفكير والتحليل.
- الحواس السليمة: التي تنقل المعلومات من الواقع إلى الدماغ.
- المعلومات السابقة الصحيحة: والتي يعتمد عليها العقل في الفهم والاستنتاج.
- الواقع المحسوس المعيش: حيث يرتبط الإدراك بالبيئة المحيطة بالإنسان.
وأوضح الدكتور علي جمعة أن غياب أي من هذه العناصر يؤدي إلى اضطراب في الإدراك، كما هو الحال مع الطفل الذي لم يكتمل وعيه بعد، أو المجنون الذي لا يدرك الواقع بشكل صحيح.
مراحل عمل العقل
1- مرحلة التلقي والتصور
تبدأ عمليات العقل من خلال الحواس الخمس (البصر، السمع، اللمس، الشم، والتذوق)، حيث يتم استقبال المعلومات من البيئة المحيطة. بعد ذلك، يقوم الدماغ بتكوين صورة ذهنية عن هذه المعلومات فيما يسمى بالتصور، وهو إدراك الأشياء على حقيقتها دون إصدار أي حكم عليها.
2- مرحلة الفهم والتصنيف
في هذه المرحلة، يبدأ العقل في تحليل خصائص الأشياء وتصنيفها، مثل إدراك أن الشجرة تنتمي إلى الحياة النباتية، أو أن الطائرة تطير بينما الشجرة لا تستطيع الطيران إلا بفعل الرياح.
3- مرحلة التصديق والتخزين
بعد إدراك الأشياء، ينتقل العقل إلى مرحلة التصديق، والتي تعني الحكم على المعلومات وفقًا للواقع، كمعرفة أن النار محرقة، أو أن الشمس مشرقة. ثم يتم تخزين هذه المعلومات في الذاكرة لاسترجاعها عند الحاجة.
4- مرحلة الربط والاستنباط
في هذه المرحلة، يقوم العقل بربط المعلومات ببعضها لاستنتاج معانٍ جديدة، وهي عملية ضرورية لاتخاذ القرارات المنطقية وحل المشكلات.
5- مرحلة التعبير بالألفاظ
الخطوة الأخيرة في عمل العقل هي التعبير عن الأفكار بالكلمات، وهنا يظهر نقاش فلسفي حول ما إذا كانت الألفاظ تعكس الواقع الخارجي أو مجرد مفاهيم ذهنية قد لا يكون لها وجود فعلي.
العقل والتكليف الشرعي
أوضح الدكتور علي جمعة أن الإنسان لا يُكلَّف شرعًا إلا بعد اكتمال وعيه العقلي، لذلك يُرفع القلم عن:
- الصبي حتى يبلغ، لأن معلوماته السابقة لم تكتمل بعد.
- النائم حتى يستيقظ، لأنه في حالة انقطاع عن الإدراك.
- المجنون حتى يعقل، لعدم امتلاكه وعياً سليماً بالواقع.
وأشار إلى أن البلوغ هو المرحلة التي يبدأ فيها الإنسان إدراك مفاهيم المسؤولية والاختيار، ومن هنا يكون مكلفًا باتباع الأحكام الشرعية.
العقل.. أداة أساسية في بناء المعرفة
اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن وظائف العقل مترابطة ومتكاملة، مما يجعل منه أداة رئيسية في فهم الواقع، وتحليل المعلومات، واتخاذ القرارات الصحيحة. فالإنسان بحاجة دائمة إلى تطوير قدراته العقلية والاستفادة من العلم والمعرفة لضمان أحكام دقيقة وصحيحة في مختلف أمور الحياة.
📺 لمشاهدة اللقاء كاملًا: اضغط هنا