تقرير – آيــة زكـي
بالتزامن مع إجازة عيد الفطر المبارك، شهدت أجرة المواصلات بين المحافظات ارتفاعًا ملحوظًا، ما أثار استياء المواطنين الذين يسافرون لقضاء العيد مع أسرهم، وتزايدت شكاوى الركاب من استغلال بعض السائقين للموسم بفرض زيادات غير رسمية على تعريفة الأجرة، خاصة في ظل زيادة الطلب على وسائل النقل.
ارتفاع غير مبرر في الأجرة
رصدت ” اليوم ” شكاوى العديد من المواطنين في المواقف، حيث أكد بعضهم أن أسعار تذاكر الحافلات ارتفعت بنسبة تتراوح بين 20% إلى 50%، بينما استغل بعض سائقي الميكروباصات والتاكسي زيادة الإقبال لفرض زيادات عشوائية على الأجرة.
يقول محمد حسن، أحد المسافرين من القاهرة إلى المنيا : في الأيام العادية أدفع 250 جنيهًا للتذكرة، لكن مع حلول العيد أصبحت بـ 350 جنيهًا، لا يوجد أي مبرر واضح سوى استغلال الحاجة للسفر.
أما هدى علي، التي تسافر من القاهرة إلى المنصورة، فتشير إلى أن بعض السائقين يرفضون تحميل الركاب إلا بعد الاتفاق على تسعيرة مضاعفة، وهو ما يرهق الأسر التي تسافر بأعداد كبيرة.
وقال محمد عبد الرحمن، موظف حكومي مسافر من القاهرة إلى سوهاج، كل سنة نفس المشكلة، بمجرد دخول العيد تبدأ الأسعار في الزيادة بدون أي رقابة حقيقية. أدفع في الأيام العادية 300 جنيه، والآن يطلب السائق 450 جنيهًا!، لافتاً، إلى أن لا يوجد أي مبرر سوى استغلال حاجة الناس للسفر.
أما سمر محمود، وهي طالبة جامعية تسافر من القاهرة إلى بورسعيد، فتقول: حاولت حجز تذكرة في القطار لكن كل الأماكن ممتلئة، واضطررت للبحث عن ميكروباص، لكن السائق يطلب زيادة 30% عن الأجرة العادية، في النهاية لا خيار لنا سوى الدفع.
وتحدث عماد كمال، رب أسرة مسافر من الجيزة إلى المنيا، عن معاناته بسبب زيادة الأسعار: لدي ثلاثة أطفال وزوجتي، ومع هذه الزيادة أدفع أكثر من 2000 جنيه للمواصلات فقط! هذا مبلغ كبير جدًا بالنسبة لأسرة متوسطة الحال.
بينما علقت نادية عبد الحليم، ربه منزل و تسافر إلى قريتها في الدقهلية، قائلة: نحاول تقليل السفر بسبب هذه الزيادات، لكن العيد بدون الأهل لا يكون له طعم، للأسف نحن مضطرون لدفع هذه الأسعار حتى لو كانت مرتفعة.”
مطالب بتشديد الرقابة وتوفير حلول بديلة
على الجانب الآخر، يرى محمود السيد، أحد الركاب في موقف رمسيس ، أن الحل في توفير المزيد من وسائل النقل بأسعار ثابتة: لماذا لا يتم زيادة عدد أتوبيسات النقل العام خلال الأعياد؟ هذه الزيادات ترهقنا جميعًا، والدولة يجب أن تجد حلولًا بديلة للمسافرين.
ويؤكد مصطفى جلال، شاب يعمل في القاهرة ويسافر إلى أسوان، أن المشكلة متكررة كل عام: لا بد من فرض عقوبات على السائقين الذين يستغلون الركاب، وكذلك تفعيل تطبيقات إلكترونية لحجز التذاكر مسبقًا حتى لا نقع ضحية لهذه الزيادات العشوائية.
حملات رقابية يومية خلال عيد الفطر لمواجهة زيادة أجرة المواصلات
أكد مصدر مسؤول بوزارة التنمية المحلية، أن الوزارة أصدرت تعليمات صارمة إلى المحافظات بتكثيف الحملات الرقابية في المواقف العامة، ومتابعة مدى التزام السائقين بالتعريفة المحددة بشكل يومي خلال عيد الفطر، ومتابعة الشكاوى التي ترد من المواطنين فورًا، مع اتخاذ إجراءات رادعة ضد السائقين المخالفين، قد تصل إلى سحب الرخصة.
وأشار المصدر في تصريحات لـ “اليوم“، إلى أنه تم تخصيص خط ساخن في كل محافظة لتلقي شكاوى المواطنين بشأن أي استغلال أو رفع غير مبرر للأسعار.
وأوضح المصدر، أن لن نسمح بأي زيادة غير قانونية في أجرة النقل، وتم توجيه المحافظين بضرورة نشر أفراد من الأجهزة التنفيذية في المواقف الرئيسية لمتابعة الوضع على مدار الساعة.
زيادة عدد أتوبيسات النقل العام وتقليل زمن التقاطر
في سياق متصل، أعلن الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، عن انتهاء هيئة النقل العام من استعداداتها لاستقبال عيد الفطر المبارك بوضع خطة تشغيلية تناسب احتياجات المواطنين خلال فترة العيد.
وشدد على ضرورة توفير خدمات النقل العام في جميع أنحاء القاهرة، خاصة في المناطق التي يتردد عليها المواطنون بكثافة خلال العيد، وزيادة عدد الأتوبيسات وتقليل زمن التقاطر بينها لمنع التكدس والزحام.
ووجه المحافظ الأجهزة التنفيذية بشن حملات رقابية على مواقف السرفيس بالعاصمة والأقاليم، لمنع السائقين من استغلال المواطنين وزيادة تعريفة الانتقالات خلال فترة العيد.
كما تم توجيه هيئة النقل العام بتشغيل خطوط خدمة خاصة تربط مناطق القاهرة الكبرى بالحدائق والمتنزهات والأهرامات والمتاحف وأماكن الخروج والفسح في العيد.
