الرئيسيةعرب-وعالم

أمريكا وإيران على حافة مواجهة.. وحذر من الصين وروسيا

الأزمة الإيرانية الأمريكية… مناورة سياسية وتهديد بحرب شاملة (1)

مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، تتزايد التساؤلات بشأن جدية التهديدات الأمريكية بشن هجوم عسكري على طهران، خصوصًا في ظل اعتماد الإدارة الأمريكية الحالية خطابًا أكثر حدة تجاه الجمهورية الإسلامية.

وتأتي هذه التهديدات ضمن سياسة “الضغط الأقصى” الهادفة إلى فرض شروط تفاوضية تشمل البرنامج النووي الإيراني، وتطوير الصواريخ الباليستية، والعلاقات الإقليمية لطهران. وفي المقابل، ترى إيران أن هذه الشروط تمس سيادتها وترفض الدخول في مفاوضات تحت الضغط.

وعيد أمريكي وشروط قاسية

وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني “آية الله علي خامنئي” عبر وسيط إماراتي، تطالبه بوضوح بوقف دعم الحلفاء الإقليميين، والتخلي عن تخصيب اليورانيوم، مقابل رفع العقوبات. وهدد في الرسالة بأن رفض الشروط سيقابل بضغط اقتصادي ساحق يتبعه عمل عسكري محتمل.

هل تتدخل روسيا؟

من جهتها، حذّرت روسيا من أن أي هجوم عسكري على إيران سيكون “غير قانوني”، مشيرة إلى أن مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى نزاع مفتوح في المنطقة. وعلى الرغم من وجود اتفاقية “الشراكة الإستراتيجية الشاملة” بين موسكو وطهران، إلا أن التجربة التاريخية توحي بأن روسيا قد لا تقدم دعماً عسكرياً مباشراً لإيران إذا نشب صراع مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.

الصين… العصا من المنتصف

كانت الصين قد وقّعت مع إيران اتفاقية “التعاون الشامل لمدة 25 عاماً”، ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، تركّز على شراكة اقتصادية عميقة، لكنها تتجنب أي انخراط عسكري مباشر. وعلى الرغم من علاقاتها القوية مع طهران، فإن بكين ترجّح كفة مصالحها الاقتصادية، وتتبنى موقفاً حذراً حال اندلاع صراع.

في ضوء هذه المواقف، يبدو أن التهديدات الأمريكية تأتي في سياق محاولة لفرض واقع تفاوضي جديد دون خوض حرب شاملة. ومع ذلك، فإن استمرار التصعيد قد يقود إلى نتائج غير متوقعة، لاسيما في ظل تحفظ حلفاء إيران عن تقديم دعم عسكري صريح، مما يترك طهران تواجه وحدها ضغوط واشنطن المتصاعدة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى