سلطان عمان في موسكو: زيارة استراتيجية لرسم ملامح شراكة جديدة بين الخليج وروسيا

وصل السلطان هيثم بن طارق، سلطان سلطنة عمان، اليوم الإثنين، إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة رسمية تستغرق يومين، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات متعددة. وأفاد مراسل وكالة “سبوتنيك” أن طائرة السلطان هبطت في مطار فنوكوفو الدولي بموسكو، حيث كان في استقباله عدد من المسؤولين الروس رفيعي المستوى.
وبحسب البيان الصادر عن الكرملين، من المقرر أن يلتقي السلطان هيثم بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين 22 أبريل، حيث سيجري الزعيمان محادثات ثنائية تتناول سبل تطوير العلاقات الروسية العمانية في عدد من القطاعات الحيوية، وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والاستثمار، إلى جانب التعاون الثقافي والإنساني.
محاور القمة: من الاقتصاد إلى الثقافة
تسعى موسكو ومسقط من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، لا سيما في ظل التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية. ومن المتوقع أن تتناول المباحثات ملفات التعاون في مجالات الطاقة والنقل واللوجستيات، إضافة إلى استكشاف فرص استثمارية مشتركة في قطاعات استراتيجية. كما تشمل المحادثات تطوير التبادل الثقافي والتعليمي، ودعم مبادرات التفاهم الحضاري بين الشعبين.
علاقات تاريخية تتجدد
تُعد زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى روسيا خطوة مهمة في سياق تاريخ طويل من العلاقات الودية بين البلدين، والتي تعود إلى أكثر من خمسين عاماً. وتتميز العلاقات الروسية العمانية بالاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما جعلها نموذجاً في التفاهم الدبلوماسي.
وشهدت العلاقات دفعة قوية في مارس 2023، عندما أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول اتصال هاتفي على مستوى القادة مع السلطان هيثم بن طارق، حيث جرت مراجعة شاملة لمسار التعاون الثنائي، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون التجاري وتوسيع المشاريع المشتركة في مختلف المجالات.
الحياد الإيجابي والدور العماني في التهدئة الإقليمية
تأتي زيارة السلطان إلى موسكو في وقت تلعب فيه سلطنة عمان دوراً محورياً في دعم الاستقرار الإقليمي، من خلال سياستها القائمة على الحياد الإيجابي والوساطة بين الأطراف المتنازعة. وقد رحّبت موسكو بهذا الدور، مشيدة بمواقف مسقط المتزنة في قضايا المنطقة، ومنها الملف النووي الإيراني وأزمة اليمن.
توقعات بنتائج ملموسة
يرى مراقبون أن زيارة السلطان هيثم قد تسفر عن توقيع اتفاقيات تعاون جديدة، أو تحديث مذكرات تفاهم سابقة في مجالات حيوية للطرفين. كما يمكن أن تمهد هذه الزيارة لتنسيق أكبر في المحافل الدولية، خصوصاً في ظل رغبة موسكو في تعزيز علاقاتها مع دول الخليج، كجزء من توجهها نحو تنويع الشراكات الاستراتيجية بعيداً عن الغرب.