“ظلام في قرية الجديدة”.. حين كُسر صمت طفل على يد ذئاب بشرية

في إحدى ليالي قرية الجديدة التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، خرج الأب كعادته من منزله، فاستوقفه صوت ضحكات غريبة بين عدد من الشباب في الشارع. لم يفهم الأب شيئًا، لكنها لم تكن ضحكات عابرة. كانت بداية خيط كشف فاجعة لم تخطر بباله.
مرّت أيام… والقلق يتسلل.
بدأ والد الطفل ياسين (اسم مستعار) يلاحظ أن هناك شيئًا غريبًا يحدث. همهمات، نظرات، وكلام مبهم بين شباب الحي. قرر في النهاية أن يواجه أحدهم قائلًا:
“أنا مش فاهم.. في إيه؟”
رد بتردد:
“مفيش… بس كان في شوية عيال عاوزين يضربوا ابنك وإحنا بعدناه عنهم، بس ابن فلان عاوزه تاني!”
الصدمة الأولى
ركض الأب إلى المنزل، نادى على ابنه، وطلب منه أن يخبره بالحقيقة كاملة. بصوت خافت وعيون دامعة، قال الطفل ما لم يكن يتخيله أب، طفل صغير يدرس في الصف الثالث بمعهد أزهري، وقع ضحية جريمة بشعة.
أخبر الأب أن شابين اعتديا عليه جسديًا، وذكر اسميهما. لم يتأخر الأب، واصطحب ابنه فورًا إلى مركز شرطة منيا القمح، حيث استقبله الرائد أحمد الخولي، وتم تحرير محضر رسمي حمل رقم 19105 بتهمة انتهاك العرض.
النيابة تتدخل
عُرض الطفل على النيابة العامة، وهناك بدأت القصة تأخذ منحى أكثر بشاعة. أثناء سماع أقواله، كشف الطفل تفاصيل مؤلمة:
لم يكونوا اثنين فقط، بل ثلاثة، وكان هناك رابع يصوّر الجريمة بهاتفه المحمول.
حكى الطفل أن أحد الجناة، وهو جار لهم، ناداه يوم الأربعاء قائلاً:
“أبوك عندي في المعلف، شغال في الكهربا وعاوزك.”
اصطحبوه إلى المعلف، حيث بدأ الكابوس. منعوه من الخروج، وحين بكى وطلب العودة، قالوا له:
“لو حكيت، هننزل الفيديو!”
ثم انهالوا عليه ضربًا واعتدوا عليه أول مرة.
الجمعة السوداء
لم تنته القصة عند هذا الحد. بعد يومين، وتحديدًا يوم الجمعة، عاد الجناة، وخطفوا الطفل مرة أخرى باستخدام توك توك واقتادوه إلى نفس المكان بمنطقة الصهاريج الزراعية داخل قرية الجديدة. هناك، كرروا جريمتهم الشنيعة.
تحقيق وعدالة
تم عرض الطفل على الطب الشرعي، وأكد التقرير أقواله، وتم توثيق الحادثة بالكامل ضمن تحقيقات النيابة، التي استمعت لأقوال الأب والطفل، وسط حالة من الذهول والحزن والذهول مما حدث.
رسالة أخيرة
قضية ياسين ليست مجرد رقم في دفتر النيابة، بل جرس إنذار لمجتمع يحتاج إلى الحماية، الرقابة، والمواجهة الحاسمة مع جرائم كهذه. العدالة يجب أن تكون حازمة، والقانون فوق الجميع، خاصة حين يتعلق الأمر بطفل بريء كُسر صمته في صمت قريته