كتب: مصطفى على
أكد الكاتب الصحفي جمال عبد العال أن السياسة الخارجية المصرية تشهد حاليًا حالة من التوازن والانفتاح المدروس، ترتكز على تحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون الدولي، وذلك من خلال نهج شامل يعكس حرص الدولة على الانخراط الفعّال في القضايا الإقليمية، مع الحفاظ على شراكات استراتيجية متوازنة مع القوى العالمية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا والصين، بما يصب في مصلحة الأمن القومي المصري.
وأوضح عبد العال، خلال مداخلته مع الإعلامية رشا فهمي ببرنامج مصر كل يوم على شاشة مصر المستقبل، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بغداد ومشاركته في القمة العربية، تمثل رسالة سياسية واضحة تؤكد وقوف مصر بجانب العراق، وتجدد التزامها بتعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات حادة.
دعم مصري للرئاسة العراقية للقمة العربية
وأشار عبد العال إلى أن اللقاءات التي عقدها الرئيس السيسي في بغداد ركزت على دعم مصر الكامل للرئاسة العراقية المقبلة للقمة العربية، لافتًا إلى أن القاهرة ترى في العراق عنصرًا محوريًا في استقرار المنطقة، وتسعى لتفعيل دوره ضمن منظومة العمل العربي الجماعي، لا سيما في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية وتتطلب تنسيقًا وثيقًا وتفاهمًا مشتركًا بين الدول الشقيقة.
كما ناقشت المباحثات الثنائية بين الجانبين تعزيز أوجه التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، بما يفتح آفاقًا جديدة لشراكة مستدامة تسهم في تحقيق التنمية المتبادلة وترسيخ مفهوم التكامل العربي.
التزام ثابت بالقضايا الإقليمية
وفي سياق متصل، شدد عبد العال على أن القضية الفلسطينية تظل محور الاهتمام العربي، مؤكدًا أن مصر لا تزال تلعب دورها التاريخي في دعم القضية من خلال جهود الوساطة الفعالة، ومشاركتها في عمليات حفظ السلام الأممية، وسعيها الدائم لإيجاد حلول سياسية عادلة في ملفات مثل سوريا وليبيا والسودان، بهدف استعادة الاستقرار الإقليمي.
توازن في العلاقات الدولية
وتناول عبد العال جانبًا من السياسة الخارجية المصرية، مشيرًا إلى أن القاهرة تنتهج مسارًا متزنًا في علاقتها مع القوى الكبرى، بما يتيح لها الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وروسيا والصين، والتعاون معها في مجالات حيوية كالدفاع والطاقة والتنمية الاقتصادية.
شراكات جديدة في آسيا وأفريقيا
وأضاف أن مصر تعمل على تنويع شراكاتها الدولية، خاصة في مناطق شرق آسيا وأفريقيا، من خلال تعزيز التعاون مع دول مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، في مجالات الاستثمار والتجارة والتكنولوجيا والطاقة، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو شراكات غير تقليدية أكثر مرونة واستدامة.
مصر وسيط نزيه في أزمات المنطقة
وفي ختام تصريحاته، أكد عبد العال أن مصر مؤهلة للعب دور الوسيط النزيه والفاعل في أزمات المنطقة، مستندة إلى موقعها الجغرافي ودورها التاريخي وعلاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف، فضلًا عن امتلاكها لجهاز دبلوماسي يتمتع بخبرة طويلة في إدارة النزاعات.
وأشار إلى أن هذا الدور تجلى في عدة ملفات كـالتهدئة في قطاع غزة، والمفاوضات الليبية، وجهود احتواء التصعيد في السودان، مؤكدًا أن مصر ستظل ركيزة للاستقرار العربي والدولي.
