في تطور لافت يعكس تحولًا في العلاقات بين دمشق وواشنطن، أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، الأحد، أن الحكومة السورية الجديدة تعهدت بمساعدة الولايات المتحدة في تحديد أماكن وجود عدد من المواطنين الأميركيين المفقودين على الأراضي السورية، أو استعادة رفاتهم.
وجاء هذا الإعلان في أعقاب خطوات دبلوماسية متقدمة، شملت رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية عن سوريا، ما يشير إلى بداية “فتح صفحة جديدة” بين البلدين بعد سنوات من القطيعة والتوتر.
وكتب باراك في منشورات على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “خطوة قوية إلى الأمام. لقد وافقت الحكومة السورية الجديدة على التعاون معنا في تحديد أماكن المواطنين الأميركيين أو رفاتهم، في إطار جهودنا لإعادتهم إلى وطنهم”.
وأضاف: “الرئيس دونالد ترامب أوضح أن إعادة مواطنينا أو تكريم رفاتهم بكرامة يمثل أولوية قصوى أينما كانوا، والحكومة السورية الجديدة ستساعدنا في تحقيق هذا الهدف”.
أسماء بارزة في ملف المفقودين
وتأتي هذه التطورات في ضوء جهود طويلة تبذلها واشنطن لكشف مصير عدد من رعاياها الذين فُقدوا في سوريا خلال العقد الماضي، ومن أبرزهم:
أوستن تايس: صحفي أميركي اختفى قرب دمشق في 14 أغسطس 2012، وكان يبلغ حينها 31 عامًا، ويعمل مع مؤسسات إعلامية كبرى من بينها “واشنطن بوست”، “ماكلاتشي”، ووكالة فرانس برس. لا تزال ظروف اختفائه غامضة، رغم جهود والدته التي زارت دمشق سابقًا والتقت بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بعد الإطاحة ببشار الأسد.
كايلا مولر: عاملة إغاثة اختطفها تنظيم داعش في حلب عام 2013، وأعلن التنظيم في فبراير من العام التالي أنها قتلت في غارة جوية أردنية على مدينة الرقة. ورغم تأكيد واشنطن لمقتلها، إلا أنها شككت في تفاصيل رواية التنظيم.
ماجد كمالماز: معالج نفسي أميركي من أصول سورية، فُقد بعد توقيفه عند نقطة أمنية في دمشق عام 2017 أثناء زيارة عائلية. عمل سابقًا مع اللاجئين السوريين في لبنان، وأشارت تقارير غير مؤكدة لاحقًا إلى وفاته داخل السجن.
قائمة موسعة تضم مزدوجي الجنسية
وكشف مصدر سوري مطّلع على فحوى المحادثات بين الطرفين أن قائمة المفقودين الأميركيين لدى واشنطن تضم 11 شخصًا آخرين، جميعهم من أصول سورية ويحملون الجنسية الأميركية، ما يرفع عدد المفقودين إلى أكثر من 14 شخصًا.
تحول في السياسة الأميركية تجاه دمشق
ويأتي هذا الانفتاح في ملف المفقودين بعد سنوات من الجمود بين البلدين، حيث كانت إدارة واشنطن السابقة في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، قد سعت مرارًا دون جدوى للحصول على معلومات بشأن مواطنيها المختفين في سوريا.
ويُعد هذا التعاون بمثابة مؤشر على تحول كبير في السياسة الأميركية حيال دمشق، خصوصًا في ظل رفع العقوبات الاقتصادية تدريجيًا من جانب الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالتزامن مع جهود النظام السوري الجديد في إعادة تموضعه إقليميًا ودوليًا.
