في تطور ينذر بانفجار إقليمي واسع، شنّت الولايات المتحدة مساء السبت، ضربات جوية مركزة على ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز، فوردو، وأصفهان، قالت إنها تهدف إلى الحد من القدرات النووية لطهران. وبينما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن العملية تهدف لإنهاء ما سمّته الحرب، واجهت واشنطن موجة رفض دولية وإقليمية، واتهامات مباشرة بإشعال فتيل حرب جديدة في الشرق الأوسط.
موجة إدانات عربية ودولية غاضبة للعدوان الأميركي
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي: ترامب جاء بصفتِه صانع سلام.. لكنه بدأ حربًا جديدة
اتهم دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب ببدء حرب جديدة بعد ضرب إيران، رغم أنه وصل للسلطة كـ”رئيس صانع للسلام”.
وقال ميدفيديف على قناته في تيليغرام:”ماذا حقق الأميركيون من ضرباتهم الليلية على ثلاث نقاط في إيران؟ يبدو أن البنية التحتية الحيوية للدورة النووية لم تتضرر، أو تضررت بشكل طفيف فقط. التخصيب النووي والإنتاج المستقبلي للأسلحة سيستمر.”
وأضاف:”عدد من الدول مستعدة لتزويد إيران بأسلحتها النووية بشكل مباشر. إسرائيل تتعرض لانفجارات والناس في حالة ذعر، والولايات المتحدة تجد نفسها متورطة في صراع جديد مع احتمال تنفيذ عملية برية.”
وأشار إلى أن النظام الإيراني “لا يزال محفوظًا، بل من المرجح أنه أصبح أقوى، والشعب يلتف حول القيادة، بما في ذلك من لم يكن متعاطفًا من قبل”.
وختم بتصريح لافت:”الغالبية العظمى من دول العالم تعارض تصرفات إسرائيل والولايات المتحدة. ترامب لن يحصل على نوبل للسلام رغم كل الفساد الذي شاب ترشيحه. بداية موفقة… تهانينا سيدي الرئيس!”
السعودية
أعربت وزارة الخارجية السعودية عن “إدانتها للضربات الأميركية”، ودعت إلى “مضاعفة الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي يُنهي الأزمة، ويفتح صفحة جديدة للاستقرار في المنطقة”.
قطر
أبدت قطر قلقها العميق من الهجوم الأميركي، وطالبت بـ”وقف العمليات العسكرية الفورية”، مؤكدة أن استمرارها “قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على الصعيدين الإقليمي والدولي”، ودعت إلى “العودة إلى الحوار والدبلوماسية”.
مصر
أعربت القاهرة عن قلقها البالغ إزاء التصعيد، وأكدت في بيان رسمي أن “الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من الفوضى والتوتر”، داعية جميع الأطراف إلى “ضبط النفس والتهدئة”.
العراق
أدانت الحكومة العراقية “استهداف منشآت نووية داخل إيران”، واعتبرت ذلك “تصعيداً خطيراً يُهدد أمن الشرق الأوسط ويعرض الاستقرار الإقليمي للخطر”، مشددة على “ضرورة وقف فوري للأعمال العدائية”.
سلطنة عمان
أعلنت سلطنة عمان استنكارها للهجوم الأميركي، واعتبرته “انتهاكًا للقانون الدولي ولسيادة الدول”، داعية إلى “خفض التصعيد بشكل فوري وشامل، ومنع انزلاق المنطقة نحو مواجهات أوسع”.
باكستان
وصفت الخارجية الباكستانية الهجوم بأنه “مقلق للغاية”، وشددت على أن “لإيران الحق في الدفاع عن نفسها بموجب ميثاق الأمم المتحدة”، داعية إلى “اللجوء للحلول السلمية وعدم التصعيد”.
الاتحاد الأوروبي
قالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن “ما يحدث خطير ويجب أن يُعالج بالحوار”، داعية إلى “العودة لطاولة المفاوضات ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي”، مؤكدة أن وزراء خارجية الاتحاد سيناقشون الأزمة يوم الإثنين.
جوزيف عون: لبنان لن يدفع ثمن حرب جديدة
في أول رد عربي على العملية، قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن لبنان بكل مكوناته – قيادة وأحزابًا وشعبًا – “يدرك أكثر من أي وقت مضى أنه دفع ثمنًا باهظًا للحروب السابقة، وليس مستعدًا لتحمل المزيد”.
وأضاف:”لقد دفع لبنان غاليًا ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيما وأن كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال.”
وأشار إلى أن “قصف المنشآت النووية الإيرانية يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر، بما يهدد الأمن والاستقرار في أكثر من دولة ومنطقة”، داعيًا إلى “ضبط النفس، وبدء مفاوضات بناءة وجدية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة وتفادي المزيد من القتل والدمار”.
