ضربة غيّرت قواعد اللعبة.. أمريكا تضرب إيران نوويًا وطهران تمطر إسرائيل بالصواريخ

قصف أمريكي يستهدف قلب المشروع النووي الإيراني
في تصعيد عسكري غير مسبوق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الأحد، عن تنفيذ هجوم “ناجح جدًا” على ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران: فوردو، نطنز، وأصفهان.
ونشر ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” قائلًا: “هجومنا الناجح جدًا قضى على المواقع النووية الثلاثة، كل الطائرات خرجت من المجال الجوي الإيراني بسلام”.
وأوضح أن موقع فوردو تم استهدافه بـ”حمولة كاملة من القنابل”، مشيدًا بالقوة الجوية الأمريكية، ومختتمًا رسالته بجملة:”مبروك لجنودنا الأمريكان العظماء، مفيش جيش في العالم يقدر يعمل كده. دلوقتي وقت السلام!”.
شهادات من الداخل الإيراني: انفجارات تهز قُم
وذكرت كالة “فارس” الإيرانية أن سكان مدينة قُم، القريبة من منشأة فوردو، سمعوا دوي انفجارات عنيفة. وقد أكدت محافظة قُم أن جزءًا من المنشأة تعرّض للقصف، قبل أن تعود الأوضاع للهدوء مجددًا.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الهجوم وقع حوالي الساعة 2:30 فجرًا بتوقيت إيران، وفقًا لمسؤولين إيرانيين.
تفاصيل الهجوم: قنابل خارقة وصواريخ كروز وغواصات أميركية
كشفت شبكة “فوكس نيوز” أن الجيش الأمريكي استخدم 6 قنابل خارقة للتحصينات لضرب موقع فوردو المحصّن تحت الأرض، بالإضافة إلى 30 صاروخ توماهوك استهدفت نطنز وأصفهان.
في حين ذكرت شبكة “سي بي إس نيوز” أن الولايات المتحدة أبلغت طهران مسبقًا عبر قنوات دبلوماسية بأن الهدف من الضربة ليس إسقاط النظام.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول أمريكي تأكيده مشاركة قاذفات B-52 في الهجوم، فيما أفادت CNN بأن 6 طائرات شبح من طراز B-2 استخدمت 12 قنبلة خارقة لضرب فوردو، كما أطلقت غواصات أمريكية 30 صاروخ كروز على نطنز وأصفهان.
تحذير دولي وقلق أممي
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعرب عن قلقه من “تصعيد خطير”، مؤكدًا أن “الحل ليس عسكريًا”، وداعيًا إلى وقف الفوضى.
من جهتها، وصفت كل من حركة حماس وجماعة الحوثيين الهجوم بأنه “عدوان غاشم على دولة ذات سيادة”، فيما هدد الحوثيون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر ردًا على الغارات.
كلمة ترامب: “دمرنا قدرات إيران النووية”
بعد ساعات من إعلان الضربة، خرج الرئيس ترامب في خطاب متلفز من البيت الأبيض، قال فيه إن المنشآت الإيرانية “لن تعود للعمل مرة أخرى”، مؤكدًا أن الهدف كان “تدمير القدرات النووية الإيرانية”، وقد تحقق.
وأضاف :”أربعون عامًا وإيران ترفع شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، وقد آن الأوان لوضع حدٍ لهذا الخطاب العدائي”
ووجّه شكرًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً: “عملنا كفريق واحد”.
لكنه حذّر إيران من الرد، ملوّحًا بضربات إضافية قد “تحوّل إيران إلى جحيم”، رغم تسريبات أفادت بأنه أبلغ طهران أن هذه الضربة “وحيدة ولن تتكرر” إن لم يكن هناك رد.
نتنياهو: “وعدتكم.. ونفذت الوعد”
من جانبه، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلًا: “أنا وعدتكم بتدمير النووي الإيراني، وده حصل فعلاً”.
وأوضح أن الضربة نُفذت بتنسيق كامل مع واشنطن، واصفًا العملية بأنها “لحظة تاريخية” ستغير الشرق الأوسط. وشكر نتنياهو ترامب، معتبرًا أن قراره سيغيّر التاريخ، وأشاد بالعملية المشتركة بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي.
إغلاق المجال الجوي في إسرائيل ورفع حالة التأهب
ردًا على التصعيد، أعلنت سلطة المطارات الإسرائيلية إغلاق المجال الجوي اليوم الأحد، في حين استمرت المعابر مع مصر والأردن في العمل بشكل طبيعي، مع وقف الإقلاع والهبوط للطائرات المدنية.
وبحسب شبكة ABC News، فإن الجيشين الأمريكي والإسرائيلي نفّذا مناورات عسكرية مشتركة قبل عام، خلال إدارة بايدن، لمحاكاة سيناريو ضرب المواقع النووية الإيرانية، رغم أن احتمالية التنفيذ حينها كانت ضئيلة.
الرد الإيراني: نفي للتسرب الإشعاعي وتأكيد على الانتقام
أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية عدم وجود أي خطر إشعاعي على المدنيين بعد الضربة، كما أكد مركز السلامة النووية أن المواقع المستهدفة خالية من المواد المشعة.
وكشفت وكالة “إيرنا” أن إيران كانت قد أخلت هذه المواقع من المواد النووية قبل بدء الهجمات الإسرائيلية.
كما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الضربة “خرق سافر للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، مضيفًا عبر منصة “إكس”:”إيران تحتفظ بكل الخيارات للرد.. وما جرى له تبعات دائمة”.
وأشار إلى أن السلوك الأمريكي إجرامي وخطير جدًا، داعيًا المجتمع الدولي إلى القلق من تبعاته.
وفي ذات السياق قال حسين شريعتمداري، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي ورئيس تحرير صحيفة “كيهان”، إن إيران يجب أن ترد فورًا عبر ضرب الأسطول الأمريكي في البحرين وإغلاق مضيق هرمز أمام السفن الأمريكية والأوروبية.
تل أبيب تترقب وإيران تلوّح بتصعيد أكبر
مصادر إسرائيلية نقلت لشبكة CNN أن تل أبيب تنتظر رد طهران قبل اتخاذ خطوات جديدة، في حين يفكّر صناع القرار في إسرائيل في إنهاء البرنامج النووي الإيراني بالكامل، بل ويتداول البعض سيناريو تغيير النظام الإيراني نفسه.
رد صاروخي إيراني: السماء الإسرائيلية تشتعل
وفي أول رد ميداني، أعلن التلفزيون الإيراني أن إيران أطلقت 30 صاروخًا على إسرائيل، سقطت على مناطق منها تل أبيب وحيفا، وتم استهداف مطار بن غوريون وعدة مواقع عسكرية.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية وقوع 10 ضربات مؤثرة أسفرت عن 22 إصابة على الأقل، فيما تحدثت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن صاروخ ضرب حيفا دون أن تنطلق صفارات الإنذار.
وسُمعت انفجارات في تل أبيب والقدس، وسط محاولات من الجيش الإسرائيلي لصد الهجمات. ودوّت صفارات الإنذار في مناطق الوسط والشمال.
وأشار الحرس الثوري الإيراني إلى أنه أطلق موجة من المسيرات الانتحارية خلال الـ24 ساعة الماضية، مؤكدًا أن الأهداف تمتد من شمال إسرائيل إلى جنوبها.