وفيق نصير لـ”اليوم” ما شهدته الإسكندرية اضطراب مناخي استثنائي يعكس تغيرات متسارعة في شرق المتوسط

 أمطار غزيرة وبَرَد وعواصف تتسبب في أضرار مادية وفزع بين المواطنين.. وارتفاع منسوب البحر يُعقّد التصريف

شهدت مدينة الإسكندرية فجر السبت 31 مايو 2025 حالة جوية استثنائية وغير معتادة في هذا التوقيت من العام، تمثلت في سقوط أمطار غزيرة مصحوبة بحبات البَرَد، وبرق ورعد، ورياح عاتية بلغت حد العاصفة، ما تسبب في أضرار مادية وتوقف مؤقت في الحركة المرورية بعدة مناطق داخل المدينة.

تفاصيل الحالة الجوية:

بدأت الموجة بشكل مفاجئ مع ساعات الفجر، حيث تساقطت الأمطار الرعدية مصحوبة بالثلج على مناطق واسعة من المدينة، فيما تسببت الرياح العنيفة في تطاير اللافتات وسقوط أجزاء من عقارات قديمة وتحطم عدد من السيارات. كما ارتفع منسوب مياه البحر المتوسط لأكثر من 1.5 متر، ما أدى إلى تفاقم أزمة تصريف المياه، وتراكمها في الشوارع والميادين.

نصير: تحذيرات سابقة.. وما حدث نتيجة تصادم كتل هوائية

وفي تصريح خاص لـموقع وجريدة “اليوم”، أكد الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، أن ما حدث يُعد “موجة مناخية استثنائية” جاءت نتيجة مباشرة لتلاقي كتل هوائية باردة ورطبة قادمة من البحر المتوسط مع كتل دافئة، مما تسبب في اضطرابات جوية شديدة أدت إلى أمطار رعدية وتساقط البَرَد، حتى في نهاية شهر مايو.

وأشار إلى أن هذه الظواهر سبق أن حذر منها في تصريحات سابقة، موضحاً أن الصور الجوية أظهرت تكاثراً مكثفاً للسحب المنخفضة والمتوسطة، إلى جانب انخفاض مفاجئ في درجات الحرارة بمعدل تجاوز 13 درجة مئوية.

■ التغير المناخي في خلفية المشهد

وأضاف “نصير” أن التغيرات المناخية العالمية وارتفاع حرارة الأرض أصبحا عاملاً رئيسياً في تكرار مثل هذه الظواهر الجوية العنيفة، حتى في توقيتات غير معتادة، مشيراً إلى أن ما جرى في الإسكندرية يُعد بمثابة إنذار يستدعي رفع درجة الجاهزية لدى المدن الساحلية، وتعزيز البنية التحتية لمواجهة موجات طقس مشابهة

دعوة للتأهب والاستعداد

واختتم نصير تصريحه لـ”اليوم” قائلاً: “نحن أمام تغيرات مناخية متسارعة في شرق المتوسط، وما حدث بالإسكندرية هو نموذج صارخ لها، ويؤكد ضرورة التخطيط الاستباقي والتأهب الكامل لمواجهة الظواهر المتطرفة القادمة.