مقالات

الإعلامية هيام أحمد: تكتب «صرخة قابيل»

بعد ألف عام، لو عاد أفلاطون وعاش في زمننا هذا ، ربما لم يجد ما يكتبه، لأن الضوضاء طغت على الفلسفة، ولأن الإنسان لم يتغير كثيرًا، التكنولوجيا تقدمت، الإنترنت اخترق الجدران، والشاشات أصبحت نوافذنا على العالم، لكن الإنسان، لا يزال واقفًا عند أول جريمة.

منذ قابيل وهابيل، لم يتحرك الإنسان خطوة واحدة بعيدًا عن الحجر نفس الغضب، نفس الحسد، نفس الرغبة في الانتصار لا في الفهم، نحن نظن أن كل شيء قد تغير من نيوتن إلى أينشتاين، من الحمام الزاجل إلى الذكاء الاصطناعي، لكن الحقيقة؟ الإنسان لم يغير سوى أدواته، أما دوافعه فلا تزال بدائية،حتى انتقادات الكبار للشباب اليوم ليست جديدة؛ فقد قال شاعر في القرن السابع قبل الميلاد، بأن الشباب لا يدركون متهورون، لا يحترمون الكبار، ويفتقرون إلى الصبر والانتظار وكأن الزمن يعيد نفسه،ولكن المشكلة ليست في الشباب، بل في الإنسان ذاته، الذي لم يتعلم بعد كيف يتعامل مع الحرية، ولا كيف ينتظر، ويتغير، نظن أننا تقدمنا، لكن الحقد والغرور لا يزالان بنا ،، نحن نكرر نفس الخطايا الآن ، لكن بأدوات أحدث، والسؤال هنا هل يمكن مواجهة الظلم دون أن نتحول إلى ظالمين؟

هل يمكن كسر دائرة العنف دون عنف؟ كل عصر يضحي بأولاده، ثم يتحول إلى الشيء الذي حاربه،نقول إننا نحارب الشر،ثم نصبح صورة منه، ما يمنع هذا التحول ليس القوة، ولا التخطيط، بل عطف ورحمة من بشرٍ عاديين الي أشخاص لا يملكون سلاحًا، لكنهم يملكون الرحمة. الوحش الذي بداخلنا جائع، لكن هذا الجوع لا يشبع بالعنف والقتل بل بالرحمه والفهم، والحب، مع الاحتواء، إذا استطعت أن تهزم هذا الجوع بداخلك سترى العالم بشكل مختلف، ستدرك أن العطاء هو ما يكمل الإنسان، وأن ما لا يتحول إلى عطاء، يبقى ناقصًا،

كما قال فيتجنشتاين: لو استطاعت الأسود أن تتكلم، لما فهمناها، نحن لا نفهم بعضنا لأننا لا نستمع حقًا، ولا نرى حقًا، وفي النهاية، لا أحد يستطيع إنقاذك إن لم تبدأ بتغيير نفسك، الطريق هو الرحلة.
والمعنى لا يأتي من النهاية، بل من كل خطوة في المنتصف، الطريق لا يعلم السائر شيئًا إذا لم يتعثر ياشباب أنتم لستم فقط جيل الحاضر بل أنتم من سيصوغ شكل المستقبل، ويصنع ملامح الوطن أنتم مسؤولون عن حماية وطنكم، وعن حراسة مستقبله ،هذه البلاد ليست ميراثًا، بل أمانة، فلا تنتظروا أن يحملها أحد عنكم.

اللهم أرزق شبابنا الحكمة والقوة، وامنحهم الصبر والرحمة اجعلهم نورًا للحق والعدل، وحماة لوطنهم ومستقبله ،اللهم ثبّت خطواتهم واهد قلوبهم إلى السلام والمحبة اللهم آمين يارب العالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights