
تعد مي مسعود ربيع أول مأذونة بمركز الخانكة بمحافظة القليوبية حازت على ليسانس الحقوق فى عام 1999، تقدمت على وظيفتها عبر إعلان رسمي، ولكن استغرق الأمر نحو سبع سنوات حتى تم الموافقة على طلبها، لتبدأ العمل منذ خمسة أشهر. وقد قامت بكتابة عقود زواج للعديد من الفتيات، مما جعلها عرضة لبعض الانتقادات من الناس لعدم تقديم الدعم الكافي لها.
تحدثت عن دعم زوجها الثابت لها، وأشارت إلى أنها أم لثلاثة أطفال، الذين عبروا عن استغرابهم وتعليقاتهم حول قرارها، حيث تساءلوا بدهشة عن كيفية أن تكون هناك مأذونة امرأة. كما تطرق زملاؤهم إلى موقفهم بتعليق ساخر “هات” يا ابني دفتر نتجوز فيه”.
قبل ذلك المهنة كانت تعمل محامية، وأكدت أنها تملك روح الرجل، مشيرة إلى أن الانتقادات التي توجه إليها تعبر عن وجهات نظر مختلفة، لكنها لا تتأثر بتلك الآراء.
ورغم بعض الأصوات التى تصف عملها بأنه غير مقبول أو محرم، فإنها تبقى صامدة أمام كل هذا، متشبثة بإيمانها بما تقوم به.
واستكملت حديثها قائلة إن المرأة تعمل في جميع المجالات، حيث تقود التوك توك، في حين أن الرجال غالباً ما يفضلون الابتعاد عن العمل، والفرق بين المرأة والرجل في هذا المجال هو أن المجتمع لا يزال غير متقبل للفكرة، كونها وظيفة المأذونة جديدة نسبياً لكن مع مرور الوقت وتزايد التجارب، سيصبح الأمر طبيعياً.
كما تناولت بعض تفاصيل عقود الزواج، موضحة الوثائق المطلوبة تشمل وجود رجل لتوثيق الزواج، بالإضافة إلى مساعدة زملائها ، وتحدثت عن وجود عقود رسمية وأخرى غير رسمية، مشيرة إلى أنه إذا كانت الفتاة دون سن الثامنة عشر، فإنها تنتظر حتى بلوغها السن القانوني، وفي تلك اللحظة يتم كتابة عقد التصادق بدلاً من عقد الزواج.
وشددت على رفضها لعقد الزواج في حال كان أحد الطرفين دون السن القانوني، فضلاً عن عدم أهليتهم للزواج، مثل الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية أو عقلية، مع ضرورة وجود شهادة طبية تثبت ذلك.
كما استفسرنا منها عن سبب عدم دخولها إلى الجامع، أجابت بحذر حول موقف بعض المشايخ من تواجدها هناك، مشيرة إلى ضرورة وجود شخص معها للإشهار، وأكدت اقتناعها العميق بأن الله هو من هيأ لها الاستمرار في هذا المكان رغم التحديات التي
تواجهها.
وفي حديثنا عن آرائها حول النقد الإيجابي والسلبية أوضحت أنها تفضل أن يجرب الآخرون التعامل معها أولا، ثم يبدؤون بعد ذلك فى انتقاد تصرفاتها، مشددة على أن ليس هناك شخص دائم الخطأ أو دائم الصواب.
كما أوضحت أن طبيعة عملها لا تؤثر على حياتها المنزلية، وأنها لا تغادر بيتها من أجل العمل، بل تسعى لتثبيت نفسها وفقاً للظروف المتاحة حاليًا. وأعربت عن تفاؤلها بأن الأمور ستتحسن مع تغير الظروف.
واختتمت لقائها معنا بأنها ستضمن نجاح مكتبها من خلال حرصها على التحقق من أى شخص، والقيام بما هو صحيح، مشيراً إلى أنها تتجنب التعامل مع أي عقود تثير الشكوك، حيث تعمل فقط في الأمور الصحيحة لتضمن استمراريتها في هذا المجال.