📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

عالم أزهري: تعدد الطرق الصوفية رحمة وتنوع في تزكية النفس

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

تقرير: مصطفى علي

في إطار جهوده المتواصلة لنشر الوعي الديني المتزن، قدّم الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، تفسيرًا عميقًا ومفصلًا لسبب تعدد الطرق الصوفية، وذلك في لقائه الأخير ضمن برنامج “أعرف نبيك” المذاع على قناة الناس.
وأوضح خلال حديثه أن هذا التعدد ليس خلافًا مرفوضًا أو مصدر تفرقة كما يتوهم البعض، بل هو تنوع تربوي مشروع يستند إلى روح الشريعة، ويعكس رحمة الله وتيسيره لعباده، ليجد كل سالك إلى الله ما يناسبه من وسائل ومناهج تهذيب النفس.

الطرق الصوفية سُبل مشروعة لاختلاف الطباع والأنماط البشرية

في رده على سؤال حول “لماذا تعددت الطرق الصوفية؟”، شدد الدكتور جبر على أن تعدد هذه الطرق لا يعني تضاربًا في العقيدة أو تفرقًا في الدين، بل هو نتيجة طبيعية لاختلاف النفوس والطباع البشرية، مؤكدًا أن لكل إنسان طريقة تناسب حالته النفسية والروحية، وهذا مظهر من مظاهر سعة الدين الإسلامي وشموله.

واستشهد بقول الله تعالى:

“والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”
مبينًا أن ورود “سبلنا” بالجمع يشير إلى تعدد المناهج الموصلة إلى الله، وكلها تصب في نهر واحد هو رضا الله والوصول إلى النفس المطمئنة.

وأوضح أن النبي محمد ﷺ نفسه اتّبع أساليب تربوية متنوعة مع الصحابة، كلٌ بحسب حاجته واستعداده، فمنهم من علّمه بالصمت، ومنهم من نصحه بالزهد، ومنهم من شجعه على العمل، وهو ما يُعتبر أصلًا في مشروعية التنوع التربوي في الإسلام.

سبل تزكية النفس عبر الزمان

الطريقة تتبدل حسب العمر والحال.. والثوابت هي الإخلاص ومجاهدة النفس

أشار الدكتور يسري جبر إلى أن الطرق الصوفية تراعي المراحل المختلفة لعمر الإنسان، ففي مرحلة الشباب قد يكون طريق المجاهدة عبر طلب العلم بإخلاص، وفي فترة الكسب والعمل يتحقق الجهاد عبر إتقان الصنعة والالتزام بالأمانة، أما في مرحلة الكهولة والشيخوخة، فإن سبيل القرب إلى الله يكون عبر كثرة الذكر والدعاء والتفرغ للعبادة.

وأكد أن كل هذه الأساليب تصب في مجرى واحد هو تزكية النفس، موضحًا أن الطرق الصوفية لم تأت من فراغ، بل هي ثمرة اجتهاد روحي قائم على أصول الشريعة، تهدف إلى الوصول إلى مقام التقوى والنقاء الباطني.

الجهاد الأكبر.. تهذيب النفس من الكبر والرياء والطمع

وسائل عملية لصقل الروح وتصفية القلب من أمراضه

سلّط الدكتور يسري الضوء على الهدف الرئيسي للطرق الصوفية، وهو تربية النفس ومجاهدتها، مشيرًا إلى أن من أهم الأمراض التي تحاربها هذه الطرق: الكِبر، والرياء، والطمع، والشره، والتعلّق بالدنيا.

واستعرض عددًا من الوسائل العملية التي تعتمدها الطرق الصوفية لتحقيق هذا الهدف، منها:

الجوع المعتدل: وسيلة تربوية تهدف إلى تدريب النفس على القناعة، اقتداءً بقول النبي ﷺ:

“نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع.”

كثرة الذكر: سواء بالأذكار العامة أو الأذكار الخاصة المرتبطة بالأوراد اليومية، لما فيها من تنقية للقلب وربط العبد بربه.

المواظبة على النوافل: بوصفها طريقًا لمحبة الله ومزيد من القرب منه، كما في الحديث القدسي:

“وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه.”

خدمة الناس وصلة الرحم وبر الوالدين: وهي من الوسائل التي تعيد الإنسان إلى فطرته النقية، وتزرع فيه التواضع والتراحم.

الدين واحد والمناهج متعددة

الاختلاف في الأساليب لا يُخرج عن وحدة الإسلام

شدّد الدكتور يسري جبر على أن الدين في جوهره واحد، لكن المناهج التربوية فيه متعددة، وهو ما دلّ عليه قول الله تعالى:

“قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة.”
فالسبيل واحدة من حيث المقصد، لكنها تتعدد من حيث الطريقة والوسيلة.

وأضاف أن هذه المرونة التشريعية في أساليب التربية لا يجب أن تُفهم على أنها تناقض أو تضاد، بل هي دليل على رحمة الله وحكمته في مراعاة تنوّع خلقه، وهو ما يجب أن يُغرس في عقل كل مسلم حتى لا يقع في فخ التكفير أو التبديع لمجرد اختلاف الأسلوب أو الطريق.

خطاب روحي متوازن في زمن الاضطراب

دعوة إلى الانفتاح على تنوّع الوسائل بشرط التزام الشرع

وجه الدكتور جبر رسالة إلى جمهور المسلمين دعاهم فيها إلى تفهُّم مشروعية التنوع في أساليب التزكية والتربية الروحية، وعدم الوقوع في فخ الإنكار أو الرفض الأعمى لما لا يوافق تجربتهم الشخصية، مشددًا على أن كل طريق صوفي منضبط بالشرع ويهتدي بسنة النبي ﷺ هو طريق مبارك إلى الله.

وأكد أن الأمة تحتاج اليوم إلى خطاب روحي متوازن، يُقدّر اختلاف النفوس، ويجمع بين النص والاجتهاد، وبين الشريعة والطريقة، في سبيل إعادة التوازن إلى العقل والقلب.

التصوف في جوهره ليس طقوسًا ولا بدعًا، بل تربية للنفس وسيرٌ إلى الله عبر “سبله” الواسعة

أعاد الدكتور يسري جبر التأكيد على أن الطرق الصوفية ليست اختراعًا بشريًا خارجًا عن الدين، بل هي ترجمة عملية لرحلة التزكية التي أرادها الإسلام لكل إنسان، وهي ليست واحدة شكلًا، لكنها واحدة غاية، هدفها الوصول إلى الله، وتحقيق الطمأنينة، والوصول بالنفس من ظلمة الهوى إلى نور اليقين.

لمشاهدة الحلقة الكاملة من برنامج “أعرف نبيك”:
اضغط هناhttps://www.youtube.com/watch?v=2QcvUGFTI6M

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights