كارثة بيئية في الأفق بعد غرق سفينة ماجيك سيز المحملة بنترات الأمونيوم

حذّر وزير البيئة اليمني، المهندس توفيق الشرجبي، من احتمالات وقوع كارثة بيئية كبرى في البحر الأحمر، بعد غرق السفينة التجارية “ماجيك سيز”، والتي كانت تحمل على متنها شحنة ضخمة من نترات الأمونيوم تُقدّر بـ17 ألف طن.
وقال الشرجبي، في تصريحات صحفية، إن المواد التي كانت تنقلها السفينة تُعد من المواد شديدة الخطورة على البيئة البحرية، وقد تؤدي إلى اختلال في النظام البيئي البحري، في حال عدم التحرك السريع لاحتواء الأزمة.
الحوثيون يقفون خلف الهجوم
وكانت جماعة الحوثي، قد أعلنت مسؤوليتها عن استهداف السفينة “ماجيك سيز” التي ترفع علم ليبيريا، أثناء مرورها قبالة ميناء الحديدة، وذلك باستخدام قوارب مفخخة وطائرات مسيّرة وصواريخ.
وأسفر الهجوم عن أضرار مباشرة في غرفة المحركات، تلاه حريق كبير، قبل أن تبدأ السفينة بالغرق، في حادثة وُصفت بأنها واحدة من أخطر الهجمات التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر منذ بداية التصعيد الحوثي.
تحذيرات دولية وقلق متصاعد
في السياق ذاته، عبّرت بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقها البالغ من الحادث، محذّرة من عواقب بيئية وخيمة، قد تمتد آثارها إلى دول مجاورة.
وقالت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، إن الهجوم قد يؤدي إلى كارثة بيئية تهدد الحياة البحرية والثروة السمكية في سواحل البحر الأحمر، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل الفوري.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الحوثيين يتحمّلون مسؤولية التدهور الحاصل في أمن الملاحة الدولية، مشيرة إلى أن السفينة كانت تحمل شحنة “شديدة الخطورة” تمثل تهديداً بيئياً حقيقياً.
نجاح عملية الإخلاء
ورغم خطورة الهجوم، نجح طاقم السفينة – الذي يضم أكثر من 20 بحاراً – في إخلائها، بعد جهود منسقة بين القوات البحرية الدولية وسفينة تجارية قريبة، إلى جانب دعم من دولة الإمارات التي أكدت مشاركتها في عملية الإنقاذ.
خطر نترات الأمونيوم
وتُعد نترات الأمونيوم من المواد الكيميائية التي تذوب في المياه، وقد تُسبب، في حال تسرّبها، نمو طحالب سامّة، ونقصاً في مستويات الأوكسجين، واختناق الأسماك، إضافة إلى إمكانية حدوث تفاعلات متفجرة عند تعرضها للحرارة.
وأوضح وزير البيئة اليمني أن تأثير هذه المواد قد لا يقتصر على السواحل اليمنية فقط، بل يمتد إلى مياه الدول المجاورة مثل السعودية والسودان وإريتريا، في حال لم يتم التحرك بشكل سريع لاحتواء الكارثة.
دعوات يمنية لتدخل دولي
وجّهت الحكومة اليمنية نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة والهيئات البيئية المختصة، للمساعدة في تقييم الأضرار، وتنفيذ خطة عاجلة لاحتواء آثار التسرب، مؤكدين أن الإمكانات المحلية “لا تكفي لمواجهة أزمة بهذا الحجم”.