بعد رصد تحريك 45 ألف جندي.. توغل إسرائيلي خطير يقترب من دمشق
تعزيزات عسكرية غير مسبوقة في الجنوب السوري

صعّد الجيش الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين من وتيرة توغلاته في الأراضي السورية، وتمكن من الوصول إلى بلدة قطنا الواقعة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، على بُعد 11 كيلومترًا فقط من العاصمة دمشق.
ووفقًا لوسائل إعلام سورية، اقتحمت القوات الإسرائيلية البلدة قادمة من قرى عيسم وبقعسم وقلعة جندل وصولاً إلى بيت جن جنوبًا، ثم تابعت تقدمها حتى بلدة حضر، وهي مناطق تُعرف بأنها قرى درزية متاخمة لخط الفصل مع الجولان المحتل.
عمليات تفتيش إسرائيلية
أشارت المصادر إلى أن القوات الإسرائيلية قامت بعد دخولها إلى قطنا بعمليات تفتيش واسعة وسط السكان بحثًا عن الأسلحة، تزامنًا مع عمليات جرف للأراضي الزراعية في محيط البلدة، في خطوة وصفها الأهالي بأنها تهدف إلى تثبيت مواقع تمركز دائمة للجيش داخل الأراضي السورية.
وتُعد هذه العملية أول توغل بري معلن من نوعه بهذا العمق منذ حرب عام 1973، ما أثار تساؤلات كبيرة حول ما إذا كانت العاصمة دمشق قد أصبحت “ساقطة ناريًا” وفق المفهوم العسكري الإسرائيلي.
رفع تعداد القوات إلى 45 ألف جندي
يتزامن توغل الجيش الإسرائيلي مع تحركات واسعة تم رصدها منذ أيام في الجنوب السوري، شملت تعزيزات ضخمة لقواته المنتشرة في الجولان وجبل الشيخ والقنيطرة، ليرتفع عدد الجنود إلى نحو 45 ألفًا من مختلف التشكيلات العسكرية البرية والمدرعة والهندسية.
وتأتي هذه التحركات ضمن ما تصفه تل أبيب بـ”عملية وقائية تهدف إلى حماية الجبهة الشمالية”، إلا أن حجم القوات وانتشارها الواسع يعكس نوايا هجومية قد تكون في طور التنفيذ.
نشر مدفعيات لأول مرة منذ 1973
في خطوة لافتة، قامت إسرائيل بنشر بطاريات هاوتزر المدفعية الثقيلة داخل الأراضي السورية، وهو حدث لم يشهده الجنوب السوري منذ حرب أكتوبر عام 1973.
ويُرجح مراقبون عسكريون أن نشر هذه المدفعيات يمهّد لشن هجوم بري مباشر على العاصمة دمشق خلال الأيام المقبلة، لا سيما أن هذه المواقع المدفعية قادرة على استهداف عمق العاصمة ومحيطها الحيوي.
الهجمات الجوية الإسرائيلية
سبق هذا التوغل البري تنفيذ غارات جوية مكثفة شنّتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مواقع حساسة في العاصمة دمشق.
وشملت هذه الغارات قصف مقر الرئاسة السورية ووزارة الدفاع بصواريخ دقيقة التوجيه، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وأثار موجة تنديد شعبي ورسمي داخل سوريا وخارجها.