وكيل الأزهر يدلي بصوته في انتخابات الشيوخ: المشاركة واجب وطني

كتب: مصطفى على
في مشهدٍ يُجسد الروح الوطنية والانخراط الفعّال في العملية الديمقراطية، أدلى فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، بصوته في انتخابات مجلس الشيوخ لعام 2025، وذلك صباح اليوم الثلاثاء، من لجنة مدرسة الطبري بمدينة الشروق بالقاهرة، وسط أجواء انتخابية تميّزت بالتنظيم والوعي المجتمعي.
وقد حرص الدكتور الضويني على المشاركة منذ الساعات الأولى من فتح باب التصويت، في رسالة واضحة تدعم أهمية الانخراط الشعبي في الاستحقاقات الوطنية، خاصةً في ظل الدور المحوري الذي يلعبه مجلس الشيوخ في دعم الحياة التشريعية ومساندة قضايا الوطن في مختلف المجالات.
“المشاركة مسؤولية لا تُؤجَّل”
في تصريحات إعلامية أعقبت الإدلاء بصوته، أكد وكيل الأزهر أن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد حق ديمقراطي فحسب، بل هي في المقام الأول واجب وطني ومسؤولية عامة، يتحمّلها كل مواطن تجاه وطنه ودعا جموع المصريين إلى التوجه إلى لجان الاقتراع، والإدلاء بأصواتهم بـ”إرادة حرة وواعية”، بعيدًا عن أي تأثيرات سلبية أو دعاوى للمقاطعة.
وشدد فضيلته على أن المشاركة تعكس مدى وعي المواطن وحرصه الحقيقي على المساهمة في صياغة مستقبل وطنه، مشيرًا إلى أن غياب المشاركة يُعد تفريطًا في فرصة حقيقية للتأثير في القرار الوطني عبر الآليات الديمقراطية.
الأزهر ومبدأ الانتماء الوطني
وأوضح الدكتور الضويني أن الأزهر الشريف باعتباره مؤسسة دينية وعلمية عريقة يضع ضمن أولوياته ترسيخ قيم الانتماء الوطني لدى كافة فئات المجتمع، ويحرص على توعية المواطنين بضرورة أداء واجباتهم تجاه الوطن، ومن بينها المشاركة الفعالة في الاستحقاقات السياسية.
وأشار فضيلته إلى أن الأزهر لا يتوانى عن دعوة المواطنين عبر منابره العلمية والدعوية والإعلامية إلى تفعيل دورهم في حماية المكتسبات الوطنية، مؤكدًا أن الدين لا يتعارض مع المشاركة السياسية، بل يدعو إليها إذا كانت في سبيل الإصلاح والبناء وخدمة الصالح العام.
مجلس الشيوخ ودوره التشريعي
تأتي مشاركة وكيل الأزهر في انتخابات مجلس الشيوخ لتُسلّط الضوء على أهمية هذا المجلس بوصفه أحد غرفتي البرلمان المصري، والتي تُمثل ركيزة من ركائز دعم الحياة التشريعية في البلاد، إلى جانب دوره في مراجعة ومناقشة السياسات العامة، وتقديم الرأي والمشورة في القضايا المصيرية.
ويُنظر إلى هذا الاستحقاق بوصفه فرصة ذهبية لتعزيز الحضور الشعبي في العمل السياسي، وضمان تمثيل شرائح المجتمع المختلفة في صياغة السياسات المستقبلية، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على مناخ الاستقرار والبناء الوطني.
جدّد وكيل الأزهر دعوته لكافة المصريين، رجالًا ونساءً، شبابًا وكبارًا، إلى عدم التراخي في أداء هذا الواجب الوطني، والتوجّه إلى صناديق الاقتراع للمشاركة الإيجابية في تقرير مصير وطنهم.
وأشار إلى أن كل صوت يُدلي به المواطن، يُمثل طوبة جديدة في صرح الدولة الحديثة، وأن التغيب عن التصويت لا يُعفي الإنسان من تبعات قرارات قد لا يكون له فيها رأي.
مشهد يُجسد القدوة الوطنية
تُعد مشاركة فضيلة وكيل الأزهر في هذا الاستحقاق تجسيدًا حيًّا لقدرة المؤسسات الدينية الكبرى على تقديم نموذج القدوة والمشاركة الفاعلة، حيث يشكّل الحضور الرمزي والفعلي للقيادات الدينية في العملية الانتخابية دعمًا كبيرًا للوعي المجتمعي، ورسالة تطمينية للمواطن بأن الشأن العام لا ينفصل عن دور الفرد، مهما كان موقعه أو انتماؤه.