حوارات

هل تصبح الجامعات شريكاً أساسياً في صناعة مستقبل الإعلام المصري؟

مدرس الإعلام: معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة التنمية

كتب: محمود حسن محمود

في ضوء التوجيهات الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة وضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصري، تبرز تساؤلات حول التحديات الراهنة ودور المؤسسات الأكاديمية والخبراء في دعم هذا المشروع الوطني.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور وليد كمال، مدرس مساعد الإذاعة والتليفزيون بإعلام جامعة جنوب الوادي، أن هذه الرؤية تعكس إدراكاً سياسياً عميقاً لأهمية الإعلام كأداة استراتيجية للأمن القومي وصناعة الوعي.

وأوضح في حوار صحفي لـ« اليوم» أن هذه الرؤية تضع الأكاديميين والشباب في صدارة مشروع وطني مهم، يفتح آفاقاً جديدة لصناعة إعلام عصري قادر على المنافسة الإقليمية والدولية.

 كيف تقرأون رؤية الرئيس بشأن وضع خارطة طريق لتطوير الإعلام المصري؟

ج:  ما طرحه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي يعكس نظرة واعية لدور الإعلام في الدولة، فلم يكتفِ بالتنبيه على مشكلاته، بل قدم رؤية عملية بخارطة طريق شاملة. وهذا يفتح الباب واسعاً أمام الأكاديميين والشباب للمشاركة في مشروع وطني مهم.

ما أبرز التحديات التي تواجه الإعلام المصري حالياً؟

ج: التحديات تتمثل في فجوة الثقة مع الجمهور الشاب، وضعف القدرة التنافسية مع المنصات العالمية، وتأخرنا في دخول مجالات الإعلام الرقمي وصحافة البيانات، بجانب محدودية التدريب والتأهيل، وهو ما ينعكس مباشرة على جودة المحتوى.

إلى أي مدى تعكس هذه التوجيهات إدراك القيادة السياسية لأهمية الإعلام في تشكيل الوعي؟

ج: هذه التوجيهات تؤكد قناعة الرئيس بأن معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة التنمية، ووضع الإعلام في قلب الاهتمام الرئاسي يعكس تقديراً غير مسبوق لدوره في مواجهة الشائعات، وبناء الثقة الوطنية، وتوحيد الصف.

كيف يمكن للمؤسسات الأكاديمية أن تساهم في تنفيذ هذه الخارطة؟

ج: مؤسساتنا الأكاديمية مطالبة بأن تكون جزءاً من الحل، عبر تطوير المناهج، وإعداد كوادر قادرة على المنافسة، وتقديم أبحاث تطبيقية تخدم السوق، بالإضافة إلى شراكات حقيقية مع المؤسسات الإعلامية لتأهيل الطلاب عملياً.

ما الدور المتوقع من الأكاديميين والخبراء في صياغة برامج تدريبية للإعلاميين؟

ج: دورنا أن نضع برامج عصرية لا تقتصر على المهارات التقليدية، بل تمتد إلى الإعلام الرقمي، والتحقق من الأخبار، وصحافة البيانات، وإدارة المحتوى عبر السوشيال ميديا.. وهذا يتماشى مع رؤية الرئيس التي تعول على الشباب ليكونوا قادة المستقبل الإعلامي.

هل تحتاج المناهج الدراسية إلى تحديث لمواكبة تطور الإعلام الرقمي؟

ج: بكل تأكيد.. نحن بحاجة إلى ثورة في مناهج الإعلام، بإدخال موضوعات مثل الذكاء الاصطناعي في في الصحافة، إنتاج الفيديوهات القصيرة، الحملات الرقمية، وتحليل بيانات الجمهور.. هذا التحديث ضرورة وليس ترفاً، ويتوافق تماماً مع رؤية الرئيس لصناعة إعلام عصري قادر على المنافسة.

يرى الدكتور وليد كمال أن ما تشهده الساحة الإعلامية اليوم من حراك وتوجهات جديدة يضع الجميع أمام مسؤولية مشتركة، فخارطة الطريق ليست مجرد وثيقة أو توجيهات، بل مشروع وطني يحتاج إلى مشاركة جميع الأطراف، من مؤسسات الدولة والإعلاميين والأكاديميين وصولاً إلى طلاب الإعلام أنفسهم.

ويؤكد مدرس الإذاعة والتليفزيون، أن التحدي الحقيقي يكمن في الانتقال من مرحلة الطرح والنقاش إلى التنفيذ العملي على الأرض، حتى يتحول الإعلام المصري إلى منصة قادرة على المنافسة، وواجهة تعكس صوت الدولة المصرية ومكانتها إقليمياً ودولياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights