
في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب شرق أفغانستان، أصدرت سلطات طالبان في ولاية ننغرهار تعليمات جديدة تحظر تصوير النساء أثناء عمليات توزيع المساعدات، مؤكدة ضرورة الالتزام بالعادات المحلية.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحاكم ننغرهار، أمس السبت، أن السلطات شددت على منع تصوير النساء بشكل كامل خلال الإغاثة، مع التأكيد على احترام القيم الإسلامية.
وأشار البيان إلى أن التوجيهات جاءت مباشرة من وزارة العدل، محذرًا من عواقب مخالفة هذه التعليمات في الولايات الشرقية.
ضغوط متزايدة
وتشير تقارير أممية إلى أن هذه السياسات زادت من صعوبة وصول المساعدات إلى النساء والفتيات، خصوصًا في المناطق الجبلية مثل ولايتي كنر وننغرهار.
وأكدت مصادر إنسانية أن عددًا قليلًا فقط من العاملات ما زلن يتمكن من دخول تلك المناطق، رغم الحاجة الملحة لرعاية صحية عاجلة بعد الزلزال الأخير.
انتقادات محلية ودولية
وانتقد ناشطون أفغان هذه القيود التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية، خصوصًا للنساء الحوامل والمتضررات في ولاية كنر، حيث سجلت وفيات بسبب نقص الكوادر الطبية النسائية.
كما أعربت منظمات دولية، بينها الأمم المتحدة، عن قلقها من تأثير هذه السياسات على عدالة وفاعلية الاستجابة الإنسانية.
تجاهل الضحايا
وكشفت وسائل إعلام محلية عن تعرض نساء مصابات في ولاية كنر للإهمال من قبل فرق الإنقاذ. حيث أظهرت البيانات أن نسبة النساء بين المصابين في المستشفيات كانت محدودة رغم كونهن جزءًا كبيرًا من الضحايا.
ونفت وزارة الصحة التابعة لطالبان وجود نقص في الكوادر النسائية. مؤكدة توافر طبيبات وممرضات في المستشفيات الحكومية.
تحذيرات أممية
وأفادت منظمة الصحة العالمية أن القيود المفروضة على حركة الطبيبات أعاقت تقديم الرعاية في المناطق النائية. مشيرة إلى أن أكثر من 84 ألف شخص تضرروا من الزلزال الذي أودى بحياة ما يزيد عن 2200 شخص.
كما حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن استمرار هذه السياسات يعرض حياة النساء للخطر. داعيًا إلى رفع القيود فورًا.