زين العابدين رشدي يكتب: خمسة جنيهات.. وغياب السؤال الأهم

المشهد العابر للطفلة الصغيرة هايدي و هي تتنازل عن كيس “شيبسي” لتمنح ثمنه خمسة جنيهات لرجل مسن تحول في أيام قليلة إلى قصة رأي عام
الناس على مواقع التواصل الاجتماعي صفقوا لها والمنظمات والهيئات كرمتها والإعلام أسهب في الاحتفاء بها كل ذلك لأن قلب الطفلة الصغيرة علمنا درساً في العطاء.
لكن .. وسط هذا التصفيق و التكريم سقط السؤال الأهم و أين ذهب الرجل الذي أخذ الخمسة جنيهات؟
هل كان محتاجاً حقاً؟ لو كان كذلك، فالواجب أن نبحث عنه، و أن نطرق أبوابه وأن تمتد إليه أيادي الخير خمسة جنيهات لن تغير حياته لكن قصة هايدي قد تغيرها لو تحرك المجتمع ليقف بجواره.
أما إن كان الرجل واحداً من محترفي التسول الذين حولوا الشوارع إلى مسرح لجمع المال فالقضية مختلفة ؛ هنا تتحول براءة هايدي إلى دليل ليس على العطاء بل على حجم الخداع الذي يمارسه هؤلاء على البسطاء. وفي هذه الحالة يصبح من واجب الأجهزة المعنية أن تبحث عنه لا لتقديم العون بل لتقديمه للعدالة.
القضية إذن لا تنتهي عند هايدي رغم أنها صاحبة الفضل في إيقاظ النقاش بل تبدأ منها لأن العطاء لا معنى له إن لم يصل إلى مستحقه والصدقة لا قيمة لها إن استقرت في جيب محتال.
هايدي فعلت ما عليها وأكثر و بعفويتها النقية وضعت المجتمع كله أمام سؤال لا يجوز تجاهله وهو إلى أين تذهب تبرعاتنا؟