عمرو عثمان لـ اليوم : نواجه قضية المخدرات بعدة برامج ولدينا مسح شامل يرصد معدل الانتشار

حوار : شيماء سليمان
قال الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، يلعب صندوق مكافحة وعلاج الإدمان دورًا محوريًا في التصدي لقضية تعاطى المواد المخدرة، من خلال عدة برامج محورية تساعد فى القضاء وتقليل التعاطي بداية ببرامج التوعية المباشرة لفئات المجتمع المختلفة، وحملات الطرق على الأبواب التى تصل لأماكن بعيدة فى مختلف القري والنجوع بمحافظات الجمهورية، ايضاً البرامج العلاحية المجانية والتى تتم فى سرية تامة وبرامج المتابعة ما بعد العلاج.
وأضاف عثمان فى حواره مع جريدة اليوم ، هناك رؤية شاملة وخطوات مدروسة ودراسات علمية ومسح شامل يتم كل خمسة أعوام لتحديد نتائج التعاطي، مضيفا أنهم يواجهون تحديات خطيرة فى قضية التعاطي ويعملون من خلال محاور عمل الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان ” بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية ، من منظور عالمي حيث تتضمن الوقاية الأولية والتحول من الوعي للوقاية بالمؤسسات التعليمية والشبابية وتنفيذ برامج موجهة للأسرة “الوقاية والاكتشاف المبكر” مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة لمشكلة المخدرات وتهيئة بيئة تعليمية ورياضية تُعزز قدرة النشء والشباب على رفض ثقافة تعاطي المواد المخدرة.
إلى نص الحوار :-
كيف يتم العمل على الحد من تعاطي المخدرات، وكيف تنفذ الحملات التوعوية؟
الصندوق ينفذ العديد من البرامج التى تتناسب مع ظروف كل فئة وطبيعة البيئة الجغرافية للمناطق فى مختلف محافظات الجمهورية بتوفير فرق تجوب هذه الأماكن للوصول للأسر والشباب لتعريفهم بخطورة التعاطي هذا بالأضافة إلى حملات مفاجأة على الطرق تستهدف سائقي الحافلات المدرسية للكشف عن المتعاطين وذلك محاولة لتأمين طلاب المدارس من خطورة الحوادث بالأضافة إلى البرامج الترفيهية التوعوية التى تتم فى الحدائق العامة والمترو وفى المدارس والجامعات والنوادى.
ويضيف: خلال الفصل الدراسي نقوم ببرامج تستهدف 10 آلاف مدرسة فى كل المحافظات ولدينا متطوعين يعملون فى هذه البرامج كما لدينا رابطة تضم 31 الف شاب متطوع وعندنا ما يقرب من 4 الاف شاب متطوع مدرب على برنامج المدارس تحديداً متخصصة فى اقامة فاعليات ترفيهية توعوية.
وهناك طريقة الاتصال الجماهيري من خلال حملات جماهيرية أو حملات إعلامية، ونعتمد على حملات المدارس والجامعات والنوادى والحدائق العامة وأماكن التجمعات والشواطىء خلال فترة الصيف ومحطات مترو الأنفاق.
هل وصلت حملات الصندوق إلى قرى حياة كريمة؟
نعم ننظم حملات بمختلف قري حياة كريمة، حيث تم الوصول إلى 750 قرية بأنشطة توعوية متنوعة فى مراكز الشباب والمدارس والجامعات، وتم الوصول أيضاً إلى أحياء بديلة للعشوائيات فى 9 مناطق، وهناك ما يقرب من 175 الف حملة طرق ابواب فى هذه المناطق وفى المحافظات.
وماذا عن الحملات الإعلامية؟
الصندوق ينفذ العديد من الحملات الإعلامية تستهدف فئات المجتمع المختلفة، وخلال رمضان الماضى نجحنا فى الوصول لأكثر من 77 مليون مشاهدة من خلال الأعمال المختلفة.
ما هى إجراءات الخطة الاستراتيحية الوطنية لمكافحة المخدرات ” المسح الشامل”؟
لدينا خطة قومية تم استحداثها علميًا وتم إطلاقها خلال الأيام الماضية تحت عنوان ” الخطة الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان “2024_2028” ، وهى عبارة عن مسح شامل ويتم إجرائه كل خمس سنوات تتم محاور عملها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية من منظور عالمي حيث تتضمن الوقاية الأولية والتحول من الوعي للوقاية بالمؤسسات التعليمية والشبابية وتنفيذ برامج موجهة للأسرة “الوقاية والاكتشاف المبكر” مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة للمخدرات.
وتهدف الخطة القومية رصد حجم وأبعاد قضية التعاطى، مما يساعد متخذ القرار على تطوير سياسات المواجهة وتنفيذ تدخلات وقائية ناجحة للحد من هذه الظاهرة و تحديد المتغيرات والمستجدات التى تطرأ على القضية خاصة المواد الاصطناعية والمواد الأكثر انتشاراً والدوافع، ومعرفة العلاقة بين استخدام الأنواع المختلفة من المواد المؤثرة على الحالة النفسية وبين الخصائص الديموجرافية للشرائح والفئات المستخدمة والأفكار والمعتقدات الشائعة والمناطق الجغرافية وتأثير المتغيرات الاجتماعية في إنتشار هذه المواد، ومعرفة التكلفة الإجتماعية والاقتصادية المترتبة على مشاكل استخدام مواد التعاطي.
كيف تتم إجراءات الكشف على سائقي اتوبيسات المدارس؟
يتم من خلال حملات مفاجأة على الطرق بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور و وزارة الصحة، مضيفا أن حملات الكشف أثبتت انخفاض نسب التعاطي بين سائقي المدارس والجامعات حيث بلغت فى 2017 الى 12% وانخفضت فى الوقت الحالي طبقاً لاخر إحصائية الى 05% ونأمل أن تختفى نهائيا.
كيف يتم الاكتشاف المبكر وكيفية التعامل مع المدمن؟
الأسرة عليها دور هام وتعد خط الدفاع الأول، وهى أهم عنصر لمواجهة مشكلة التعاطي، و المشكلة الكبيرة أن 58% من المدمنين عايشين مع الأب والأم وهذا يعكس فكرة أن الانفصال أوسفر الاب او الأم ليست المشكلة، ولكن فكرة التواجد والتواصل فى التوعية والالمام بكفية حماية الأبناء وبداية حماية الأبناء تكمن فى التواصل والحوار مع الأبناء الإلمام بمحددات الأكتشاف المبكر مثل وجود عزلة وعصبية وكذب ومراوغة وتغير نمط السلوك وتغير فى النوم وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وعدم الاهتمال بالتحصيل الدراسي هذه مؤشرات سلوكية تعطينا إنذار.
ما هى طرق الكشف عن المخدرات؟
لدينا أكثر من محور بداية بالكشف على العاملين فى الجهاز الإداري للدولة ، وخلال الشهور الماضية تم الانتهاء من الكشف على 800 موظف وانخفضت نسب التعاطي من ٨% عام ٢٠١٩ إلى ١ % حاليا، ونواصل حملات الكشف عليهم خلال الفترة القادمة، مشيراً الى انه تم افتتاح وحدة للكشف بالعاصمة الادارية ، وتنفذ حملات على الموظفين كما لدينا حملات أخرى تتم على الطرق على سائقى المهن المختلفة.
حدثنا عن آخر التطورات فى قضية التعاطي وخطورتها؟
جميع أنواع المواد المخدرة خطر كبير على المجتمع، ولا تقتصر على الشخص المتعاطي فقط بل الضرر يقع أيضاً على المحيطين وعلى الأسرة، مشيراً الى أن الأبتكارات الجديدة أزمة كبيرة الآن يتم خلط الحشيش بمواد كيميائية ، و المواد الإصطناعية، التى يقبل عليها الشباب وكانت النسب فى عام 2019 من المترددين على العلاج 8% والان حوالى 30% فأصبحت نسب التعاطي للمواد التخليقية فى تزايد فكرة التجربة بين الشباب أزمة كبيرة ونواجهها بحملات التوعية المستمرة وعلى الأسر مسؤلية كبيرة فى مراقبة ومتابعة أبنائهم.
ما هي نسب الإناث المتعاطين؟
وصلت نسب الإناث المتعاطين من خلال إحصائيات الصندوق الى 6 % وذلك من خلال المترددين، موضحاً أن هناك أقسام مخصصة للتعامل مع الإناث وعلاجهم فى سرية تامة وهناك برامج مخصصة لهم وهناك برامج وعلاج موجهة للسيدات الحوامل.
وماذا عن المراكز العلاجية والمستشفيات التى تقدم العلاج بالمجان؟
لدينا ٣٣ مركزا علاجياً تغطي محافظات الجمهورية، وتقدم العلاج بالمجان وفى سرية تامة، هذا بالأضافة الى مستشفيات وعيادات أخرى نتعامل معها والآن نقدم الخدمة سنويا لأكثر ١٧١ الف حالة تستقبل المريض ويتم تقديم الدعم الكامل له ولأسرته بالأضافة الى الدعم والمتابعة عقب انتهاء مرحلة العلاج، و هناك تأهيل نفسى متكامل والدمج المجتمعى والإرشاد الأسري، واليوم نقدم أنشطة ثقافية ورياضية ومجتمعية.
كيف يتم تأهيل المتعافى لسوق العمل؟
خلال مراحل العلاج فى المراكز العلاجية وضمن الأنشطة التى نعمل من خلالها ندرب المرضى على الحرف المهنية التى يحتاجها سوق العمل من خلال الورش المخصصة لذلك.
والجديد أيضا هو التمكين الاقتصادى العام الماضى حوالى ١٤ ألف متعافى استفادوا من التدريب المهنى وهى مهن يحتاجها سوق العمل، وتم منحهم قروض ميسرة لإقامة مشروعات من خلال بنك ناصر الاجتماعي، ويصل القرض الذى يحصل عليه المتعافي إلى 100 الف جنيه لإقامة مشروع صغير يستطيع من خلاله البدء فى الدمج المجتمعي والاعتماد على النفس.