تلعب لجنة القيد بنقابة الصحفيين المصريين دورًا محوريًا وحيويًا في تشكيل مستقبل الصحافة في مصر، حيث تُعد البوابة الأولى التي يمر منها الصحفيون الجدد، ليصبحوا أعضاء رسميين في النقابة، ويبدأوا مسيرتهم المهنية داخل إطار منظم يحمي حقوقهم ويعزز التزامهم بأخلاقيات المهنة.
تتشكل لجنة القيد في كل دورة نقابية من أقدم الوكيلين رئيساً وعضوية اثنين من أعضاء المجلس، وذلك وفقاً لقوانين العمل النقابي، حيث يرأس لجنة القيد الحالية الكاتب الصحفي هشام يونس، وتتولى لجنة القيد مسؤولية فحص طلبات الصحفيين الراغبين في الانضمام إلى النقابة، والتأكد من استيفائهم للشروط والمعايير المحددة، كما تشمل مهامها النظر في مدى توافق المتقدمين مع شروط العضوية، مثل الخبرة المهنية، وممارسة العمل الصحفي بشكل منتظم، بالإضافة إلى التأكد من أن المتقدمين لم يرتكبوا مخالفات مهنية أو قانونية تتعارض مع القيم الأساسية للمهنة.
وتعمل اللجنة على ضمان تحقيق أعلى معايير النزاهة والشفافية في اختيار الأعضاء، إذ تتبع إجراءات دقيقة لضمان أن كل من ينضم للنقابة يستحق هذا الشرف ويستوفي المعايير المطلوبة، كما تعد اللجنة الجهة المسؤولة عن تحديث قوائم الأعضاء، والنظر في حالات التجديد والترقية من عضوية تحت التمرين إلى عضوية جدول المشتغلين.
التحديات التي تواجه اللجنة
لا أحد يستطيع تغافل التحديات الكثيرة التي تواجهها لجنة القيد في أداء مهامها، وأبرز هذه التحديات هو الحفاظ على نزاهة عملية القيد في مواجهة الضغوط المختلفة، سواء كانت ضغوطًا سياسية أو اجتماعية، كما تعاني اللجنة أحيانًا من نقص الموارد أو الدعم اللوجستي، الذي قد يؤثر على سير عملها بكفاءة، ومن التحديات أيضًا التعامل مع بعض الحالات المعقدة، حيث تكون هناك صعوبة في تحديد مدى استيفاء المتقدمين لشروط القيد، خاصة في ظل التطورات السريعة في مجال الإعلام والصحافة.
إنجازات لجنة القيد
على مر السنوات، حققت لجنة القيد إنجازات ملموسة في تنظيم عملية القيد وضمان دخول الصحفيين الأكفاء فقط إلى عضوية النقابة، حيث ظهر ذلك في نتيجة قبول دفعة 2024.
وقد تمكنت لجنة القيد برئاسة الكاتب الصحفي هشام يونس وعضوية كلاً من الكاتب الصحفي حسين الزناتي والكاتب الصحفي أيمن عبد المجيد، من تحسين وتطوير معايير القبول لتتناسب مع متطلبات العصر الحديث، مع الحفاظ على المبادئ الأساسية للمهنة، كما نجحت في استقطاب عدد كبير من الصحفيين الشباب الموهوبين، الذين ساهموا في إثراء الحياة الصحفية في مصر بمواهبهم وإبداعاتهم.
قبول دفعة جديدة من الزملاء بعد سنوات من العناء
بعد سنوات من العناء، جاء اليوم المشرق بظهور نتيجة صحفي القيد بلجنة تحت التمرين، حيث تعيش اليوم نقابة الصحفيين المصريين لحظة من أجمل لحظاتها، تلك اللحظة التي تحتفي فيها النقابة بقبول 180 زميلاً من الزملاء الجدد المتقدمين للقيد من أصل312 زميل متقدم بدفعة 2024، والذين تم منحهم عضوية النقابة بعد سنوات طويلة من العناء والكفاح، حيث تتجمع العائلات والأصدقاء وزملاء المهنة للاحتفال بهذا الإنجاز، الذي يمثل تتويجًا لرحلة طويلة من العمل الجاد والالتزام بمعايير المهنة وأخلاقياتها.
هؤلاء الصحفيون الجدد لم يكونوا مجرد أسماء تمر على سجلات النقابة، بل هم قصص نجاح ورحلات مليئة بالتحديات والصعوبات، فمنهم من واجه صعوبات مهنية قاسية في مواقع العمل، وآخرون عانوا من الانتظار الطويل لسنوات من أجل الحصول على فرصتهم للتسجيل في النقابة، ورغم كل هذه التحديات، لم يتخلوا عن أحلامهم واستمروا في النضال والعمل الجاد في ظروف صعبة، مؤمنين بدورهم كأعين وآذان للمجتمع، ينقلون الحقيقة ويكتبون التاريخ بصدق وأمانة.
وقال الزميل أحمد عبده، أحد الصحفيين الجدد المحتفى بهم: “الانضمام إلى نقابة الصحفيين هو حلم تحقق بعد 12 عام من العمل والاجتهاد.. إنها لحظة فخر ومسؤولية كبيرة، ونتطلع إلى أن نكون عند حسن ظن زملائنا ومجتمعنا بنا.”
إن قبول هذه الدفعة الجديدة من الصحفيين ليس مجرد إجراء إداري، بل هو احتفاء بروح الكفاح والعمل الجاد، ودعوة للجميع إلى الاستمرار في دعم حرية الصحافة ودورها الحيوي في بناء مجتمع ديمقراطي قوي.
التطلعات المستقبلية
تسعى لجنة القيد في المستقبل إلى تعزيز كفاءة عملها من خلال تحسين الإجراءات وتحديث المعايير لتتوافق مع التطورات الحديثة في مجال الإعلام، كما تطمح إلى الاستفادة من التكنولوجيا لتسهيل عملية القيد وتوفير الوقت والجهد، مما يسهم في جذب المزيد من الكفاءات الصحفية الشابة.
لجنة القيد بنقابة الصحفيين المصريين تظل بمثابة حارس البوابة للمهنة، تضمن جودة العمل الصحفي وتحمي حقوق الأعضاء، وتؤكد على أهمية الصحافة الحرة والمستقلة كركيزة أساسية من ركائز المجتمع الديمقراطي.. نعم إنها مهمة ليست سهلة، لكنها ضرورية لضمان مستقبل أفضل للصحافة في مصر.
