الدكتور محمد جمعة يكتب: هل يعود الاستعمار من جديد ؟

من يعتقد أن عقارب الساعة لا تعود للوراء فهو مخطيء لأن عقارب الساعة تعود للوراء مع تزايد اطماع المستعمر في موارد وخيرات المنطقة العربية وكشر عن أنيابه عندما أحس بضعف الحكام الموالين له وبعد حرب تكسير عظام وتنحية للشعوب بالتفرقة واشعال الفتن في الكثير من البلدان العربية
والمصيبة أن العرب لم يتعلموا الدرس ولم يدركوا خطط المستعمر الصهيوني الذي استطاع ان يتغلل الي المنطقة ونشر قواعده العسكرية وزرع جواسيسه في كل مفاصل الدول حتي انك تعجب من الاحداث وتسأل نفسك كيف تقوم اسرائيل بعد زوال نظام بشار بضرب كل هذه المواقع رغم أنها لم تشكل لها تهديد يوما ما والاغرب اننا لم نري اي قوة فعلية للجيش السوري لم نري سوي ثلاث الي أربع طائرات عسكرية مهترئة وعدد من الآليات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة فأين ذهبت آليات الجيش السوري وطائراته ودباباته ومدرعاته وكم من السنوات تحتاج سوريا لبناء جيش وطني يدافع عن الحدود التي أصبحت مطمعا لاسرائيل وتركيا وروسيا إن الصورة قاتمة والمستقبل يحتاج الي تكاتف الشعب السوري بكل طوائفه والانصهار في بوتقة وطنية وتوجه وطني من أجل إقامة دولة سوريا الحرة الديمقراطية وهذا يحتاج الي تضافر جهد السوريون جميعا والعرب كافة
يجب علي الجميع مد يد العون والمساعدة قولا وفعلا لاقامة دولة سوريا الجديدة التي تلبي طموحات شعبها دون التدخل في الشأن الداخلي وترك الشعب السوري يحدد خياراته ويحدد سياساته
إن الخطر قادم والتوحش الامريكي والصهيوني علي المنطقة يجب ان يقابل بموقف وطني قوي من الحكام والشعوب لن تعود عقارب الزمن للوراء ولن نستعمر مرة ثانية
إن ما تعلنه امريكا واسرائيل خطير جدا علي مستقبل الدول والشعوب وللأسف هناك بعض المنبطحين الذين باعوا أنفسهم للذل والطغيان عبيد الكراسي أذلوا شعوبهم فأذلهم الله وهذه رساله لكل حاكم يهين شعبه ويخرجه من المعادلة فيقف في النهاية كالريشة يتلاعب بها الاستعمار كيفما يشاء فيبذل من مال بلاده الغالي والثمين للبقاء علي الكرسي وفي النهاية يداس بالنعال ويلقي في براميل القمامة
أيها العرب اتحدوا ففي وحدتكم قوة ورهبة واعدوا ما استطعتم من قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم
ان دولة مستقبلة للهجرة مثل اسرائيل وامريكا لماذا تطمع في ارض العرب ؟
انه لأمر غريب فأمريكا التي تنادي وتفتخر بالديمقراطية وأنها هي الحارس العالم من قوي الشر هي من تبتكر قوي الشر وتصنع الارهاب في كل مكان في المنطقة وتبتز الحكام وتسرق ثروات الاوطان بطباعة اطنان الاوراق
إن ما تمر به المنطقة العربية يحتاج الي صحوة كبري وعلينا أن ننسي أي خلاف سياسي أو طائفي للوقوف صفا واحدا أمام هذه الهجمة البربرية الشرسة
وقفة سياسية واجتماعية وعسكرية واقتصادية فنحن العرب نملك الكثير من الأدوات التي يمكن ان تقينا شر الطامعين في بلادنا يجب تفعيل اتفاقيات الدفاع المشترك وتنظيم جيش عربي متكامل يحمي حدود الوطن من الخليج الي المحيط
وعلي كل الدول العربية الاسراع بالتعاون في بناء هذه القوة العربية التي ستكون حصن الآمان والدرع الواقي ضد اي أطماع صهيوأمريكية
أفيقوا يا عرب قبل أن تعود عقارب الساعة للوراء وتجد الشعوب العربية أنها ترزح تحت الاستعمار من جديد اتحدوا وتمسكوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا