أخبار

هل إصدار تشريع رخصة الإنجاب حل مناسب لمواجهة زيادة التعداد السكاني في مصر؟

أحمد كريمة: الشريعة الإسلامية نصت على تحديد النسل

كتبت- هند العربي

كانت وما زلت مشكلة التعداد السكاني في مصر من أكثر المشكلات التي تواجه البلاد خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الغير مواتية التي تمر بها البلاد، حيث بلغ التعداد السكاني ما يقرب اكثر من 105.5 مليون نسمة وأكثر، حسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وهو نفس الأمر الذي تحدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي وعن خطورته في المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتمنية في أواخر العام الماضي، وحذر من زيادة معدلات الإنجاب وضرورة ضبطها بحيث لا يزيد عدد المواليد عن “400 ألف مولود في العام لفترة زمنية قد تصل إلى 20 سنة قادمة.

الأمر الذي جعل البعض يقترح فكرة إصدار تشريع تحت مسمي “رخصة الإنجاب” كحل لمواجهة تلك الأزمة في سياق أن يضع هذا المشروع غرامات مالية ليحصل الزوجين على رخصة بعد الزواج مباشرة لمدة 5 سنوات بمعدل إنجاب طفل واحد، وتجدد الرخصة لفترة ثانية فقط، ويكون بذلك مسموح لكل أسرة بانجاب طفلين أو ثلاثة على الأكثر فقط، ذلك الاقتراح الذي لقي قبول ورفض من قبل البعض.

الشريعة الإسلامية نصت على تحديد النسل

وعليه، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن مقترح رخصة الانجاب لمواجهة مشكلة التعداد السكاني في مصر فكرة جيدة للغاية تساعد على عملية الإنجاب وتنظيم النسل في المجتمع، ومن المفترض أن يكون الأب قادر على مصاريف أبنائه دون وجود أي معوقات تواجه في الحياة، وبالتالي يجب ألا يزيد عدد الأبناء في الأسرة الواحدة حتي يكون الأب قادر على تلبية تطلباتهم واكتفائهم من مأكل ومشرب ومسكن وتوفير حياة كريمة.

وأشار كريمة، إلى أن الزيادة السكانية تمثل أعباء كثيرة في المجتمعات وخاصةً في المجتمع المصري الذي يعاني من هذه الأزمة وتداعياتها وتحديداً الفترة الأخيرة، وعليه علي الزوجين أن يكون لديهم الثقافة والتوعية بأن يكون لديهم طفلين فقط حتى يكون قادر على تلبية احتياجات الأبناء بشكل صحيح وميسر، كما أن الشريعة الإسلامية نصت على تحديد النسل.

اقتراح صعب تنفيذه

بينما رأت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم اجتماع بجامعة عين شمس، أن اقتراح تشريع رخصة الإنجاب كحل للحد من التعداد السكاني في مصر، هو اقتراح بعيد جدا عن الواقع وعن الذكاء الاجتماعي، ولا علاقة له بإشكالية التعداد السكاني، حتى مصطلح رخصة الإنجاب هي كلمة لا تساير الأزمة، وأن فكرة تحديد النسل وتنظيم الأسرة يرجع إلى بعض الأمور الخاصة بالزوجين ويتحكم فيه بعض العوامل مثل التعليم والفكر، فمثلاً الأسرة التي تنجب أطفال كثيرة يعوقها في تربيتهم الحالة الاقتصادية مقابل تكاليف متطلبات الحياة الأساسية والتعليم وغيره، فهي مسئلة تتوقف علي طبيعة وفكر ووعي الزوجين، وبالتالي فنرى الأب المتعلم لا يملك أبناء كثيرة بل يمتلك من الذكاء ما يمكنه أن يخطط لحياته بطريقة سليمة، في حين أن الأب فقير الفكر الغير متعلم لديه أكثر من ثلاثة وأربعة أبناء.

وأكدت حتى تطبيق هذا الاقتراح صعب تنفيذه فهناك سيدات تتزوج في سن مبكر مثلا في سن الـ ١٨ عاماً كيف يتم عنا رخصة انجاب لها كل ٥ سنوات، وهناك سيدات تتزوجن في سن متأخر وفرص الإنجاب لديها ضعيفة، كيف يتم تطبيق هذا الاقتراح عليها، غير أن موضوع الإجبار وفرض الغرامة في إشكالية التعداد السكاني ليس حلاً، وبالتالي في الخارج وتحديداً في إنجلترا تقوم الحكومة فيها بعمل جوائر للأسر التي تنجب أكثر من طفلين، ومثلها أمريكا التي تفتح باب الهجرة على مصراعيها لكل دول العالم لتختار الأنسب والأفضل من بينهم.

وتابعت: لكن الحل في مواجهة ظاهرة التعداد السكاني هو الوعي والفكر واختراق سلوك المواطنين بطريقة هادئة، ونقدم لهم النصيحة ونظهر لهم الايجابيات والسلبيات، ويمكن أن يقوم بها الفن المصري عن طريق الأعمال الفنية المحترمة التي تناقش تلك القضبة، أو من خلال حملات توعية بالتليفزيون، أي مختلطة عقولهم بعيداً عن الجمود والإجبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى