وزير الأوقاف : التصوف الإسلامي هو العلاج الأمثل للنفس البشرية

عقد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لقاءً فكريًّا في جناح المجلس، تحت عنوان “إحدى القضايا المحورية في التصوف الإسلامي”.

افتتح الوزير اللقاء بالتأكيد على خطورة الفكر التكفيري، مشيرًا إلى أنه يعد بوابة الشر ومفتاح الإرهاب والتطرف. وأوضح أن جميع الحركات العنيفة التي حملت السلاح انطلقت من فكرة التكفير كأساس فكري، مؤكّدًا أن هذا الفكر يشكل خطرًا كبيرًا على استقرار الأديان والمجتمعات.

كما تطرق الدكتور الأزهري إلى أهمية التصوف الإسلامي كعلاج للنفس البشرية، مشيرًا إلى أن التصوف يساعد الإنسان على تهذيب نفسه ومواجهة شهواته، مما يسهم في تحصينه من الأنانية والكبر والظلم. وأكد أن التصوف يزرع في النفس القيم الأخلاقية والروحانية التي تقود نحو الفضيلة والإيثار.

واستشهد الوزير بموقف للإمام سري الدين السقطي، الذي ظل يستغفر الله ثلاثين عامًا بسبب شعوره بالأنانية بعد أن حمد الله على نجاة دكانه من حريق، متناسيًا معاناة الآخرين. وأوضح أن هذا الموقف يعكس جوهر التصوف في تعليمه ضرورة اليقظة المستمرة لتطهير النفس من العلل الخفية.

وفي ختام اللقاء، دعا الوزير إلى القراءة المستمرة والتعمق في المعارف، مشيرًا إلى أهمية كتاب “باطن الإثم” للإمام الشهيد البوطي، الذي يسلط الضوء على أثر التصوف في تهذيب النفس. كما شدد على أن القرآن الكريم هو المرجع الأول الذي يقدم خطابًا إلهيًا خالدًا يعبر فوق حدود الزمان والمكان.

وأعلن الوزير أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سيواصل تقديم لقاءات فكرية ومعرفية طوال أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يستمر حتى الخامس من فبراير 2025، بهدف نشر الوعي وتعزيز القيم الروحية والأخلاقية في المجتمع.